جنبلاط يدعو إلى رقابة دولية على الحدود السورية ـ اللبنانية لإيقاف تهريب الأسلحة والأموال

كان في اجتماع مع مستشار الأمن القومي عندما فاجأه بوش

TT

حظيت زيارة وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني الى واشنطن باهتمام استثنائي من طرف الادارة الاميركية. وقال جنبلاط عقب لقاءات في البيت الأبيض إنه اقترح تطبيق حماية دولية للحدود اللبنانية مع سورية، حيث تتدفق الأموال والسلاح الذي يأتي من إيران الى دمشق ثم ينقل عبر الحدود الى لبنان. ولمح الى عمليات تهريب أسلحة في بيروت حالياً بعد حادثة ضبط شاحنة محملة بالأسلحة صادرها الجيش اللبناني. وقال إن لبنان «محتل حالياً بشكل غير مباشر من جانب سورية»، وإن زيارته الى واشنطن هي للبحث عن مساعدة للتخلص من هذا الوضع، مؤكداً أن الأمر «ليس سراً». وكان جنبلاط قد اجتمع مع الرئيس الاميركي جورج بوش في لقاء لم يكن مقرراً، اذ كان السياسي اللبناني مجتمعاً مع ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في البيت الابيض عندما دخل عليهم الرئيس بوش وتحادث زهاء نصف ساعة مع جنبلاط . وكان جنبلاط قد اجتمع امس كذلك مع وزير الدفاع روبرت غيتس ومن المقرر ان يجتمع غداً مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وبعض معاونيها.

وانتقد جنبلاط ، الذي تحدث الليلة قبل الماضية في معهد «أميركان انتربرايز» بواشنطن، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال إنه بدل مواقفه بعد زيارته طهران، معبرا عن مخاوفه من ان «يختطف بري البرلمان في الشهر المقبل»، في إشارة الى احتمال ان يرفض بري دعوة مجلس النواب للانعقاد في 20 مارس (آذار) المقبل.

وتوقع جنبلاط موجة اغتيالات جديدة وقال «بيار الجميل (وزير الصناعة) لن يكون آخر فقيد».

ولمح الى ان سورية تقف وراء الاغتيالات في لبنان قائلا: إن دمشق ترغب في استمرار نظرية «شعب واحد في بلدين»، ورأى انه «من الصعب بناء ديمقراطية في حين يحكم جارك نظام شمولي».

وقال جنبلاط إنه سئل حول كيفية تغيير السياسة السورية، وكان جوابه انه يصعب «تحويل الذئب الى حمل» ودعا الى الحديث مع المعارضة السورية بكل فصائلها قائلا «نحن مستعدون لمساندة هذه المعارضة».

وقال جنبلاط إن الرئيس بوش يؤيد قيام المحكمة الدولية، مشيراً كذلك الى ان السعودية ابلغت ايران عندما زار علي لارجاني كبير المفاوضين الايرانيين الرياض، أنها تؤيد إنشاء المحكمة الدولية وحذرت من رفض سورية لإنشاء هذه المحكمة. واشار جنبلاط الى «تكهنات توحي بان ايران قبلت المحكمة الدولية» لكنه شكك في قدرة طهران على إقناع سورية بقبول هذه المحكمة.

ووجه جنبلاط انتقادات لاذعة الى حزب الله وزعيمه حسن نصر الله ، وقال إن الحرب الأخيرة في لبنان الصيف الماضي بين اسرائيل وحزب الله أدت الى تدمير مئة الف منزل مضيفا ان قوى 14 آذار (الغالبية) «تريد ان تقرر الدولة الحرب والسلام لا ان تقرر أقلية ذلك».

وتحدث جنبلاط عن مبادرة عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية قائلا ان «الغالبية قبلت المبادرة لكن حلفاء سورية في لبنان أجهضوها». وعبر عن اعتقاده بان سقوط الحكومة اللبنانية سيؤدي الى اضطرابات في لبنان والشرق الأوسط وسيكون ذلك بمثابة هزيمة المعتدلين في المنطقة.

وحذر جنبلاط من انفلات الامور في لبنان باتجاه الحرب الأهلية وقال «أتمنى أن لا نصل الى ما يحدث في العراق»، مشيراً الى ان فشل خطة توفير الأمن في بغداد سيكون بمثابة «كارثة» على المنطقة برمتها.

وتطرق السياسي اللبناني في ما يقال حول سباق الى التسلح بين الفرقاء اللبنانيين قائلا «لا أعرف إذا كانت توجد أسلحة في وسط بيروت لكن لا بد من أخذ الأذن من جهاز أمن حزب الله للدخول الى هذه المنطقة». ورفض جنبلاط وضع حزب الله و«حركة حماس» في المرتبة نفسها، وقال إن الامر يختلف بالنسبة لحماس، مشدداً على أهمية نجاح اتفاق مكة بين فتح وحماس. يشار الى ان جنبلاط سيزور نيويورك بعد واشنطن حيث سيعقد لقاءات مع مسؤولين في الأمم المتحدة.