وفد مغربي يقدم للسلطات الألمانية الخطوط العريضة للحكم الذاتي في الصحراء

وزير خارجية ألمانيا: الاتحاد الأوروبي سيدرسه باهتمام كبير

TT

أفاد بيان لرئاسة الاتحاد الأوروبي مساء أول من أمس أن الوزير الفيدرالي الألماني للشؤون الخارجية، فرانك فالتر شتاينمير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، أشاد بالمبادرة المغربية الرامية الى تحقيق تقدم في قضية الصحراء التي توجد في مأزق منذ عدة سنوات.

والتقى شتاينمير وفدا مغربيا يضم شكيب بنموسى، وزير الداخلية المغربي، والطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الخارجية والتعاون، وفؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات. وقدم الوفد المغربي للمسؤول الالماني الخطوط العريضة للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.

وأبرز البيان أن الوزير الألماني نوه بهذه الزيارة التي تهدف إلى «اطلاع الاتحاد الاوروبي على التصورات المغربية بهذا الشأن»، مضيفا أن الاتحاد الاوروبي سيدرس باهتمام كبير هذا المخطط وسيتناقش بشأنه.

وخلص البيان إلى أن «اوروبا تدعم مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الذي انخرط فيه المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس».

وأجرى الوفد المغربي أيضا مباحثات مع كريستوف هوسن المستشار الدبلوماسي والأمني للمستشارة الفيدرالية الألمانية، أنجيلا ميركل قبل أن يلتقي برئيسي لجنتي الشؤون الخارجية والشرق الاوسط ـ شمال افريقيا بالبونديستاغ (البرلمان)، روبريخت بولينز وهوسين ايدين. وأكد الوفد المغربي أن مشروع الحكم الذاتي، في الوقت الذي يحترم فيه ثوابت المملكة المغربية، يساير الخصوصيات الجهوية وطموحات السكان المحليون، ويحترم المعايير الدولية في مجال الحكم الذاتي.

ويمثل هذا المشروع، من حيث منهجيته المتميزة بالمصداقية، ومضمونه الجوهري وبعده الاستراتيجي، الإطار الملائم للخروج من المأزق الحالي والاستجابة لانتظارات المجتمع الدولي ونداءات مجلس الأمن المتعددة. كما يشكل عامل استقرار إقليمي، كفيل بتشجيع قيام مغرب عربي مزدهر وديمقراطي، كمخاطب ذي مصداقية بالنسبة للاتحاد الأوروبي وفاعل نشيط في الشراكة الأورو متوسطية.

وأبرز الوفد المغربي من جهة أخرى، الدور الأساسي الذي تضطلع به الجمهورية الفيدرالية الألمانية في تدعيم مسلسل برشلونة وتعزيز العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، في إطار وضع متقدم.

وأشاد بالمساهمة البناءة لهذا البلد في السلام بالشرق الأوسط وانخراطه الهام من أجل الأمن الشامل والتنمية المستدامة في القارة الأفريقية.

إلى ذلك، ثمن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبوندستاغ، روبريخت بولينز حرص الملك محمد السادس على إشراك المجتمع في الاصلاحات الجارية بالمغرب.

وقال روبريخت «إني أتابع باهتمام وتقدير الاصلاحات الجارية بالمغرب وحرص الملك محمد السادس على إشراك المجتمع في هذه الاصلاحات».

وسجل بولينز أن الاصلاحات التي انخرط فيها المغرب هامة وتشمل السياسة وحقوق الانسان مرورا بقانون الاسرة.

كما أبرز «المكانة الهامة التي يحتلها المغرب في الحوض المتوسطي»، وعزمه على المشاركة بفعالية في حل النزاعات التي تشهدها المنطقة ولاسيما النزاع الاسرائيلي ـ العربي».

واعتبر المسؤول الالماني أن بامكان المغرب وألمانيا بلورة مبادرة مشتركة في مجال الحل السلمي للنزاعات معربا عن الامل في أن تشهد علاقات التعاون القائمة بين البلدين، بالموازاة مع ذلك، تطورا إيجابيا.

وقال روبريخت إن تسوية قضية الصحراء ستفتح الطريق أمام المغرب للعب دور أكثر أهمية على الصعيد الدولي.

واضاف روبريخت «أتمنى أن نقترب من إيجاد حل لأن المغرب ستكون له إمكانية أفضل للعب دور أكثر أهمية على الصعيد الدولي إذا ما تمت تسوية مشاكله الداخلية»، مشيرا إلى أن مباحثاته مع الوفد المغربي تمحورت حول «الجهود التي تقوم بها الحكومة المغربية لتسوية مشكلة الصحراء عبر منح حقوق موسعة للحكم الذاتي».

وأشار المسؤول الألماني إلى أن مسلسل الإصلاحات الذي باشره المغرب يمكن أن يلعب دورا إيجابيا في حل هذه القضية.

كما عقد الوفد المغربي، الذي يزور ألمانيا حاليا، أمس، ببرلين جلسة عمل مع الوزير الألماني المنتدب في الداخلية، أوغيست هانينغ، تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال الأمني.

وتطرق الوفد الوزاري الذي يضم شكيب بنموسى، وزير الداخلية، والطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الخارجية والتعاون، وفؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام لمديرية الدراسات والمستندات (مخابرات خارجية)، خلال لقائه مع الوزير الألماني، إلى مختلف المواضيع الدولية الراهنة، خاصة تلك المتعلقة بالجريمة المنظمة بجميع أشكالها (الاتجار في البشر، تهريب الأسلحة والأموال).

وعلم لدى الوفد المغربي أن الجانبين ناقشا كذلك قضية الإرهاب الدولي خاصة بمنطقة الساحل والتسميات الجديدة التي يطلقها على نفسه وينفذ تحتها عملياته، حيث اتفقا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، وتكثيف اللقاءات بين المسؤولين والخبراء بالبلدين.