ظهرت بوادر أزمة جديدة بين البوسنة وصربيا بسبب موضوع ازدواج الجنسية. فقد وجه وزير خارجية البوسنة، ستيفن ألكلاي، رسالة الى نظيره الصربي فوك دراشكوفيتش يطالب فيها بإلغاء اتفاق ازدواجية الجنسية، الذي يسمح لصرب البوسنة بحمل الجنسية الصربية إلى جانب البوسنية.
وأثار الطلب البوسني حفيظة رئيس وزراء صرب البوسنة، ميلوراد دوديك، الذي اتهم ألكلاي بمحاولة ضرب الروابط الصربية، مؤكدا أنه «لا يوجد فرق بين صربيا وصرب البوسنة».
وتأتي هذه الأزمة بعد يوم واحد من القرار الذي اصدرته محكمة العدل الدولية وبرأت فيه صربيا من جرائم الابادة التي عرفتها البوسنة في الفترة ما بين 1992 و،1995 ولكنها حملت صرب البوسنة وليس صربيا المسؤولية عن جريمة سريبرينتسا التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف نسمة. وقال دوديك للتلفزيون الصربي: «يبدو أن ألكلاي بعث برسالته قبل صدور قرار محكمة العدل الدولية بغير الصيغة المنتظرة». وتابع: «البرلمان البوسني وافق على اتفاق ازدواجية الجنسية ولا يمكن لأي فرد أن يغير ذلك».
واتهم دوديك، عضو مجلس الرئاسة البوسني حارث سيلاجيتش، ووزير الشؤون المدنية صافت خليلوفيتش، بالوقوف وراء ذلك، إذ قال: «ان حارث سيلاجيتش صرح قبل يوم بذلك وكذلك وزير الشؤون المدنية صافت خليلوفيتش». أما رئيس صرب البوسنة، ميلان ياليتش، فشدد على أن «اتفاقية دايتون نصت على حق صرب البوسنة في حمل الجنسيتين البوسنية والصربية ولا يمكن إقامة وزارة خارج هذا الإطار، في إشارة لمساعي ألكلاي.
يشار إلى أن كلا من كروات وصرب البوسنة يحملون الجنسيتين الصربية والكرواتية إلى جانب البوسنية، ويعتبرون صربيا وكرواتيا وطنيهما، وفي المقابل فان الكثير منهم يدعون لتقسيم البوسنة. وقال دبلوماسي بوسني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نحو 50 في المائة من المواطنين وهم الصرب والكروات لا يعتبرون البوسنة بلدهم الأصلي»، ولذلك رفض الصرب شكوى البوسنة ضد يوغوسلافيا ووقفوا إلى جانب بلغراد. وعندما سئل ميلوراد دوديك قبيل لقاء في كرة القدم بين البوسنة وصربيا في تصفيات كأس العالم الماضية: «مع من أنت؟»، قال: «أنا دائما مع صربيا، ولكن إذا لعبت البوسنة ضد تركيا سأكون مع البوسنة لأننا طرف في ذلك».