الرئيس الصومالي لـ«الشرق الأوسط»: قوات حفظ السلام الأفريقية لن تكون جزءا من الأزمة

موسيفيني يقلل من خطر الإسلاميين ويكشف عن اتصالات لإقناع الميليشيات الصومالية بسلامة نيات بلاده

TT

نفى الرئيس الصومالي عبد الله يوسف لـ«الشرق الأوسط» أمس أن تكون قوات حفظ السلام الأفريقية المزمع نشرها في بلاده جزءا من الأزمة الصومالية، معتبرا أن مهمتها هي مساعدة حكومة رئيس وزرائه علي محمد جيدي على استتباب الأمن والنظام في البلد الذي دمرته الحرب الأهلية الطاحنة التي اندلعت منذ نحو 16 عاما.

وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات هاتفية من مقره المؤقت في مدينة بيداوة الجنوبية، إن هذه القوات التي خاضت عراكا دبلوماسيا وسياسيا طويلا لإقناع المجتمع الدولي بقبولها، لن تتورط في أي نزاع داخلي ولن ترفع سلاحا في وجه الشعب الصومالي.

وأضاف: «هذه القوات جزء من الحل ولن تكون بأي حال من الأحوال جزءا من المشكلة ويخطئ من يتصور أنها قوات غازية، إنها قوات صديقة تريد مساعدتنا وستدخل أراضينا وفقا لمهمة محددة هي تحقيق السلام وبناء على طلبنا».

واكد يوسف أنه لا يساوره أدنى شك في أن الشعب الصومالي سيتعامل بايجابية مع هذه القوات خلافا لما يروج له البعض، ودعا يوسف الدول العربية والإسلامية إلى المساهمة في تمويل هذه القوات حتى تتمكن من القيام بالمهام المنوطة بها، مشددا على أن دخول قوات حفظ السلام الأفريقية إلى الأراضي الصومالية سيتم بشكل ممنهج لكي تحل محل القوات الإثيوبية التي بدأت بالفعل في الانسحاب من الصومال بعد اكتمال مهمتها في مساعدة القوات النظامية التابعة للحكومة الصومالية من التخلص من تنظيم المحاكم الإسلامية الذي قال انه أساء كثيرا للشعب الصومالي وساهم في إيواء العديد من المتطرفين من جميع أنحاء العالم.

ودعا يوسف الشعب الصومالي إلى التعاون مع قوات حفظ السلام الأفريقية وقال إنهم سيأتون إلينا كضيوف وأصدقاء وليسوا غزاة، وكان الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قد أكد أمس استخفافه بالتهديدات التي أطلقتها فلول المحاكم الإسلامية في الصومال بشأن استهداف قوات بلاده التي سيتم نشرها ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية.

وقال موسيفيني في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس مع نائب قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال وليام.إ.وارد في عاصمة بلاده كمبالا، إن مشاركة القوات الأوغندية في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام تهدف للمساعدة في إعادة إعمار هذا البلد الذي مزقته الحرب.

واعتبر الرئيس الأوغندي  الذي ستشارك بلاده بقوة قوامها 1500 جندي سيتم نشرهم خلال أيام في الصومال إنه «يجب على الميليشيات عدم الخوف من وجودنا في الصومال لأننا ذاهبون إلى مساعدتهم لإعادة إعمار دولتهم في ظل السلام وليس لقتال أي فرد في الصومال».

وكشف موسيفيني النقاب عن إجراء حكومته في وقت سابق اتصالات مع قادة بعض مجموعات الميليشيات «لتعريفهم بالدور الذي سنقوم به لتحقيق السلام ولهذا السبب فإننا لن نفشل في مهمتنا».

ونفى المزاعم القائلة إن الولايات المتحدة تستخدم أوغندا للقتال في حربها ضد الإرهاب وقال «إننا لن نكون شرطيا لأي أحد».

ولفت إلى أن الدول التي تقع بالقرب من الصومال هي التي تعاني من تأثيرات الوضع المضطرب في الصومال.