مركز تاناسي ينتقص من مصداقية آل غور ويتهمه بالإفراط في استهلاك الطاقة

أنصاره يتهمون المركز بالتعامل مع شركات النفط الكبرى

TT

فيما تقول الإشاعات بأن نائب الرئيس الأميركي السابق الديمقرطي آل غور، سيدخل سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2008 في مرحلة متأخرة، وسيعمل على إحداث خبطة سياسية غير متوقعة، بدأ آل غور بالدفاع عن نفسه امام اشاعات مضادة له ومن نوع آخر، يمكن وصفها على الاقل بالإشاعات البيئية، وذلك قبل التأكد من صحة الإشاعات الاولى.

وتأتي هذه الإشاعات رأسا بعد فوز آل غور في حفل الاوسكار بجائزة افضل فيلم وثائقي عن فيلمه «حقيقة مزعجة» (انكونفينينت تروث) حول ظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة الى جائزة افضل أغنية أصلية. ومن المعروف أن آل غور من أهم الشخصيات الدولية التي تقوم منذ اكثر من ثلاثين عاما بالدعوة الى انقاذ كوكب الارض من ظاهرة الاحتباس الحراري والعمل على تغيير نمط حياتنا الاستهلاكية، خصوصا على صعيد الطاقة. فقد قامت مجموعة محلية صغيرة في مدينة ناشفيل في ولاية تاناسي تعود لمركز تاناسي لإبحاث السياسات، حيث يعيش آل غور، بالإطلاع على فواتير الطاقة المتعلقة بمنزله الضخم، لمعرفة ما إذا كان الخاسر اما الرئيس بوش في انتخابات عام 2000 يطبق على نفسه ما يروج له من الناحية البيئية. المجموعة حصلت على المعلومات التي نشرتها على شبكة الإنترنت بموجب القوانين الفيدرالية المتعلقة بحرية المعلومات، ووجدت ان منزل آل غور يستهلك 221 الف كيلو ـ واط/ الساعة من الكهرباء أي 20 مرة معدل الاستهلاك الوطني العام.

وتشير الفواتير إلى أن استهلاك منزل آل غور من الطاقة بين عام 2005 و2006 ارتفع بشكل لافت اللانتباه. وتبلغ قيمة استهلاك الغاز شهريا في المنزل اكثر من الف دولار. كما تبلغ قيمة فاتورة الطاقة سنويا (الغاز والكهرباء) ما لا يقل عن 30 الف دولار سنويا.

ويقول درو جونسون رئيس المجموعة في مقابلة مع صحيفة الغارديان اللندنية، ان لديه مشكلة مع الشخص الذي يطالب الناس بشراء انواع معينة من المصابيح الكهربائية والبرادات، التي تعمل على الطاقة المنخفضة، ويعتبر آل غور منافقا وهو فخور بما كشفه بهذا الصدد.

ومن سخريات القدر ان آل غور كان خلال خطاب الشكر لتلسمه الجائزة، قد اثار الضحك في القاعة، حين بدأ بما يشبه اعلان ترشحه للرئاسة الى ان قطعت خطابه الموسيقى التي تؤشر للفائزين باختصار كلماتهم. واهم ما جاء في خطاب آل غور انه «يجب أن نحل مسألة التغير المناخي، انها ليست مشكلة سياسية، وانما مشكلة اخلاقية».

ويقول ايد بلغينغتون في الغارديان ساخرا، ان حجم ردود الفعل على ما كشفته هذه المجموعة عن خصوصيات غور البيئية، قد يؤدي الى ارتفاع منسوب البحار في اشارة الى الحجم الكبير من الرسائل الالكترونية المتبادلة واستهلاك الكهرباء.

وفيما بالغ المعارضون لآل غور في تفاصيل المعلومات المتوفرة، استبعد مؤيدوه ما جاء فيها واعتبروها حملة مغرضة تستهدف شخصية غور ومصادقيته، قبل اعلان العودة الى الحياة السياسية الديمقراطية من ابوابها العريضة. وتقول بعض المدونات على الشبكة الدولية ان المجموعة التي كشفت المعلومات مجموعة غير معروفة، وليست لها أي صفة رسمية وأنها على علاقة وطيدة بالجماعات اليمينية الأميركية التي تمولها شركة «اكسون موبايل».

جونسون بالطبع رفض الاتهامات حول علاقاته بشركات النفط، وأكد ان هدفه الوحيد كشف الحقيقة ووضع الشخصيات المهمة عند مسؤولياتها. كما ان مجموعته غير ربحية تعمل على الترويج لمجتمع حر لا تتدخل فيه الحكومة الا بالقليل.

وتقول مستشارة آل غور كالي كريدر، انه يسهل التهجم على الرسالة، في اشارة الى رسالة آل غور البيئية، لكن الرسالة لا تزال ذاتها. والأهم ان كريدر اكدت في خضم السجال الدائر حول القضية، أن كل مصادر الطاقة التي تستخدم في منزل آل غور في ناشفيل، تأتي من مصار خضراء (بيئية) أي من الطاقة الشمسية والرياح وغاز الميين وغيره، وان آل غور ينوي تركيب الواح الطاقة الشمسية على سطح المنزل، في محاولة لتقليل استهلاكه من الطاقة التقليدية.

لوري ديفيد، منتج فيلم «حقيقة مزعجة» الذي يبرز حجم الكارثة المحدقة بالبشر، في حال واصل الناس التعامل مع البيئة بالشكل التقليدي القديم، لم يستغرب الحملة على آل غور، واعتبرها دليلا على صحة موقفه، وعلى نجاح حملته الدولية الداعية للتغيير.

ولطالما طالب آل غور الناس باعتماد حياة محايدة من ناحية استخدام الكاربون، الذي يضر بالبيئة، واعتبر فعل أي شيء مغاير سينتهي بكارثة، معبرا عن ذلك بقوله إن «البشرية تجلس على قنبلة موقوتة»، وان أمام البشر 10 سنوات لتفادي الكارثة الكبرى، التي قد تطيح كوكبنا الجميل وتؤدي الى انهياره. أمامنا 10 سنوات لإنقاذ كوكب الارض، لكن ليس امام آل غور، كما تقول احدى مدونات الإنترنت، الكثير من الوقت لتفادي كارثة شخصية قد تطيح حظوظه وطموحاته السياسية قبل الإعلان عنها.