إسرائيل تغتال 3 من قادة سرايا القدس.. وتخطف نائبا من حماس

الرئاسة الفلسطينية تصف عملية القتل بـ«الجرائم والأعمال البربرية» غير المبررة

TT

اغتال الجيش الإسرائيلي امس ثلاثة من قادة سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في جنين، في شمال الضفة الغربية، واختطف احد نواب حماس في منطقة الخليل، وأعاد تغلغله في مدينة نابلس بعد ان انسحب منها اول من أمس واعتقل عددا من الفلسطينيين.

ونقل عن شهود عيان القول إن اشرف السعدي، الناطق الإعلامي باسم السرايا في الضفة، وعلاء البريكي، ومحمد أبو ناعسه، من قادة السرايا الميدانيين في جنين، قتلوا برصاص من عناصر وحدة المستعربين الاسرائيلية «دوفيديفان». وقال شهود العيان إن اربعة من عناصر الوحدة متنكرين بازياء مدنية ويستقلون سيارة تحمل لوحات تسجيل فلسطينية طاردوا السيارة التي كان يستقلها الثلاثة من المدينة حتى المخيم المتاخم، الى ان توقفت بعد ان اصطدمت باحد الجدران، فأطلق المستعربون النار على بريكي وناعسة، في حين نجح السعدي في مغادرة السيارة، لكنهم تعقبوه الى احد أزقة المخيم وقتلوه. وما أن انتهى المستعربون من مهمتهم، حتى اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة جنين للتغطية عليهم ومساعدتهم على الانسحاب. وقال أحد أصحاب المنازل في الزقاق الذي وقعت فيه الجريمة إنه استفاق من نومه على صوت أزيز الرصاص وصراخ باللغة العبرية لم يفهمه، فألقى نظرة من النافذة، ليرى أشرف السعدي ملقى على الأرض وأفراد القوات الخاصة يطلقون النار عليه من مسافة أقل من مترين اثنين، ما أدى لتطاير أجزاء من دماغه على أحد الأسوار القريبة، فيما استقرت أحشاؤه على الأرض من كثافة الرصاص. وقال شاهد العيان: «كان باستطاعتهم اعتقاله ولكنهم جاءوا ليقتلوه مع رفيقيه مع سبق الإصرار».

وتوعدت حركة الجهاد الإسلامي بالرد على الجرائم الإسرائيلية وعملية اغتيال قيادييها في جنين. وهدد أبو أحمد الناطق الرسمي باسم سرايا القدس، بالرد العنيف، قائلا «إن فاتورة الحساب مع العدو تزداد يوماً بعد آخر وردنا سيكون بالأفعال وليس بالكلمات والخطابات». وقال «اننا في سرايا القدس أطلقنا العنان لكافة مجاهدينا بالنفير العام والرد الموجع على عملية اغتيال قائد السرايا في الضفة وإخوانه المجاهدين»، مؤكداً «أن كافة خيارات المقاومة مفتوحة للرد على عملية الاغتيال بما فيها العمليات الاستشهادية في قلب المدن الفلسطينية المحتلة عام 48».

ودعت حركة حماس في بيان لها أجهزتها العسكرية لأن تكون على جاهزية عالية وأهبة الاستعداد «للرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل، والدفاع عن شعبنا الفلسطيني في كل مكان»، معتبرة أن اسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة. ودعت «كافة القوى المجاهدة إلى توحيد الصفوف وتشكيل غرفة عمليات عسكرية قادرة على التخطيط للتصدي لهذا العدوان». وأدانت الرئاسة الفلسطينية جريمة الاغتيال، ووصفت في بيان صادر عنها عملية الاغتيال «بالجرائم والاعمال البربرية التي لا تسوغها اية ذرائع، او مبررات، سوى الرغبة الاسرائيلية في ابقاء الشعب الفلسطيني وأرضه ومؤسساته هدفاً لأشد إجراءات القمع والتنكيل واكثرها وحشية». واضاف البيان «إن العدوان المتمادي على مدينة نابلس وجنين وغيرهما، على هذا النحو، لا يمكن فهمه الا باعتباره جزءاً من الحرب المفتوحة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي على وحدة شعبنا وقواه ومؤسساته الوطنية، وتنصل صريح من اتفاق التهدئة وتوسيعه ليشمل الضفة الغربية، وهروب من عملية السلام واستحقاقاتها، وابقاء الاجتياحات والاغتيالات والاعتقالات ونسف البيوت وغيرها من اجراءات وعقوبات جماعية بحق ابناء شعبنا، وابقاءه رهينة لانعدام الامن والاستقرار».

وأكدت الحكومة أن من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه ضد العدوان الظالم، مشددة على أن القوات الإسرائيلية مستمرة في تصعيد عدوانها ولا تزال ترتكب الجرائم بحق المواطنين في الضفة الغربية. وقال الدكتور غازي حمد الناطق باسم الحكومة: «لقد بات واضحا أن التصعيد العدواني الإسرائيلي يأخذ منحى خطيرا في الضفة خصوصا الاجتياحات الأخيرة لمدينة نابلس وجنين التي خلفت دمارا وعددا من الشهداء والمصابين». وأضاف حمد «سبق أن حذرنا من النية المبيتة للقوات الإسرائيلية لتوسيع دائرة عدوانها في الضفة الغربية وقطاع غزة» وشدد على أن «هذا المسلسل سيستمر وربما يكون أكثر عنفا واتساعا». واضاف «مع الأسف وجهنا نداءات للمجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان لكن للأسف أن الجرائم والمجازر ترتكب من دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا».

وفي الخليل، جنوب الضفة، اختطفت القوات الإسرائيلية فجر امس النائب عن حماس، حاتم قفيشة، الذي افرج عنه قبل اسبوعين حيث كان معتقلا اداريا. ودعت هيئة رئاسة المجلس البرلمانات العربية والدولية للتحرك لوقف سياسة اختطاف النواب واستمرار اعتقال اكثر من 40 نائبا، والاعتداء عليهم داخل السجون «بشكل ينافي كافة الأعراف والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان». واعتبر القائم بأعمال رئيس المجلس احمد بحر ان اختطاف قفيشة وجريمة اغتيال قادة سرايا القدس تهدف الى توتير الأجواء وجر المقاومة للرد على عدوانها من أجل تخريب اتفاق مكة، والجهود المتواصلة لتمتين الساحة الداخلية الفلسطينية. وجدد بحر، في بيان صادر عنه، الدعوة للمجتمع الدولي للتحرك العاجل للجم آلة الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ووقف جرائم القتل وبناء المستوطنات وخطف ممثلي الشعب الفلسطيني.