أفغانستان :«هجوم الربيع» المتوقع يثير التوتر بين أميركا وباكستان

«إيساف»: خلايا إرهابية تنشط قرب قاعدة باغرام

TT

يثير هجوم متوقع للقاعدة وحلفائها في حركة طالبان في افغانستان، توترات بين الولايات المتحدة وباكستان، مما يدل على العلاقات المعقدة بين البلدين الحليفين منذ سنوات قليلة في اطار الحرب على الارهاب. وفي وقت تستعد فيه واشنطن وحلف شمال الاطلسي على مواجهة هجوم كبير في الربيع للناشطين الأصوليين الذين تجمعوا على طول الحدود الباكستانية الافغانية، قام نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بزيارة اسلام اباد الاثنين، ليطلب من الرئيس الباكستاني برويز مشرف، تعزيز مكافحته للطالبان والقاعدة. وكان البيت الأبيض أعلن الاثنين انه ينبغي ان تقوم باكستان بـ«المزيد» ضد تنظيم القاعدة، ولم ينف معلومات مفادها بأن نائب الرئيس ديك تشيني، كان مكلفا توجيه تحذير جدي للرئيس الباكستاني. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو ايضا ضرورة مواصلة دعم حكومة مشرف. وقد وجد الرئيس الباكستاني نفسه في وضع حساس حيال الجماعات الاسلامية، بسبب تحالفه مع الولايات المتحدة ضد حركة طالبان والذي تكرس بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)2001. ونجا من ثلاث محاولات اغتيال منذ ذلك الحين.

وقال مايكل ماكونيل رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية اول من امس، امام الكونغرس الأميركي «الكثير من مصالحنا الحيوية تتلاقى في باكستان، حيث تحظى طالبان والقاعدة بملاذات كبيرة». واضاف أن «باكستان هي شريكتنا في الحرب على الارهاب، وقد القت القبض على العديد من قادة القاعدة»، مشيرا في الوقت ذاته الى ان هذا البلد يبقى «مصدرا كبيرا للتطرف الاصولي».

لكن مسؤولين اميركيين يقولون ان زيارة تشيني الى اسلام اباد، لم تكن تهدف فقط الى توجيه اللوم لمشرف والمطالبة بإجراءات محددة. واوضح مسؤول كبير في الادارة الاميركية رافق تشيني في زيارته، الى عدد من الصحافيين «لقد اطلعت على مقالات صحافية، تقول ان تشيني ذهب الى هذا البلد لتوبيخه. هذا غير صحيح». ورفض هذا المسؤول الكشف عن مضمون المحادثات بين تشيني ومشرف، مكتفيا بالقول ان الرئيس الباكستاني اقر ان اتفاقه مع قبائل منطقة شمال وزيرستان التي يعتقد انها تؤوي مقاتلين من القاعدة وطالبان، لا يسير كما كان يأمل. من جهة اخرى في كابل ذكرت قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان امس، انها حصلت على معلومات استخباراتية بوجود خلايا ارهابي ة تنشط بالقرب من قاعدة باغرام الاميركية، التي تعرضت لهجوم انتحاري امس اثناء زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني لها. الا ان القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف)، ذكرت انه لم يتضح ما اذا كان مقاتلو طالبان وراء تفجير امس، ليتزامن مع زيارة تشيني للقاعدة أم أن الأمر كان «مصادفة». وقال الكولونيل توم كولينز المتحدث باسم ايساف في مؤتمر صحافي اسبوعي «نحن متأكدون انه وردت معلومات استخباراتية مؤخرا تشير الى وجود تهديد بتفجير في منطقة باغرام». الا انه اضاف «لكن من الخطأ القول اننا كنا نعلم مسبقا بهذا الهجوم».

وذكرت الحكومة الافغانية أمس، أن عدد قتلى الهجوم التفجيري أمس، ارتفع الى 20 قتيلا. وكان المتحدث باسم طالبان أعلن أمس مسؤولية الجماعة عن التفجير، وأكد أنه استهدف القاعدة بسبب وجود تشيني فيها.