نجاد في الخرطوم: الغرب يعمل على تفتيت السودان عبر تصعيد قضية دارفور

البشير : نؤيد بقوة حق إيران المشروع في الطاقة النووية السلمية

TT

اجرى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مباحثات في الخرطوم مع الرئيس السوداني عمر البشير، في اول زيارة يقوم بها منذ توليه الحكم في بلاده، تناولت العلاقات بين البلدين وقضايا المنطقة وفي مقدمتها قضية العراق وفلسطين ولبنان والملف النووي الايراني وتطورات قضية دارفور.

واتفق الرئيسان على تنسيق الجهود بينهما في المحافل الدولية حول القضايا المطروحة بشأن البلدين. ودعم البشير نجاد في موقفه من الملف النووي لبلاده، فيما اتهم نجاد الغرب بالعمل على تفتيت دولة السودان عبر التصعيد الحالي لقضية دارفور.

وتشمل مباحثات نجاد في زيارته، التي تستغرق يومين، كلا من النائب الاول للرئيس السوداني الفريق سلفا كير، ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه، وينهي زيارته بالتوقيع على جملة اتفاقات مع البشير تتعلق بالتعاون التجاري والاستثماري والتعاون في مجال الدفاع.

وقال نجاد في خطاب القاه في جلسة مباحثات مفتوحة مشتركة عقدت في قاعة الصداقة بالخرطوم ان بلاده ليس امامها «اي قيود ومحدودية من اجل تطوير علاقاتنا مع السودان» وأضاف «نعتبر ان تقدم ورقي وعزة السودان واقتداره هي عزة ورقي واقتدار للجمهورية الاسلامية الايرانية وللأمة الاسلامية برمتها، لذلك فنحن نقف الى جانبكم من منطلق ايماننا بالدين والعقيدة» .

وتحاشى نجاد الخوض في ملف إيران النووي، وركز على العلاقات مع السودان، وقال إن العلاقة بين السودان وإيران لا ينتابها القنوط أو المحدودية، وقال إن تقدم السودان هو تقدم وعزة لإيران والإسلام، مؤكداً وقوف طهران الى جانب الخرطوم بالدين والعقيدة.

وذكر ان العدد الكبير من الوزراء الذين يرافقونه في هذه الزيارة : الطاقة، والزراعة، والنفط، والصناعة، يهدف لإقامة مشاريع بناءة وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي. وأكد تطابق رؤى البلدين حول القضايا السياسية العالمية الراهنة وبخاصة الاسلامية. واعتبر نجاد ما يجري في فلسطين أكبر ظلم واضطهاد من قبل دعاة الهيمنة الذين يمارسون الضغوط باستمرار على شعب فلسطين، وطالب العالم الاسلامي بالسعي لتعزيز الوفاق والوحدة بين الفسلطينيين. وحذر «حماة الصهيونية» من أن هناك صحوة بين أبناء فلسطين وأنه ليس أمامهم سوى الاعتراف بحقوقهم الكاملة، واعتبر هدم الأقصى «وصمة عار في جبين المجتمع الدولي».

وقال إن ذات القوى تمارس الضغط على السودان لأنهم لا يريدونه شعباً مقتدراً، ومضى الى القول «هم يمارسون الضغوط لإلحاق الخسائر بالسودان لكنهم مخطئون لأن شعب السودان وقيادته سوف يتجاوزون المرحلة»، وأكد ان السودان رغم هذه الظروف سوف يمضي بقوة من أجل تحقيق النصر، وقال «إن العالم يواجه نظاما غير عادل، وقال إن العدالة لن تتبلور إلا في ظل عبادة الله» مؤكداً أن «عهد الهيمنة الفاسدة يسير نحو الانتهاء». وقال نجاد إن الاحتلال أراد نهب الثروات في العراق وإيجاد قاعدة لتوسيع هيمنته على العالم الاسلامي، ونبه أعداء شعب العراق الى تصحيح مفهومهم، وقال إنهم يسعون لزرع الفتنة بين طوائفه، وطالب بضرورة دعم الحكومة العراقية القائمة من أجل إرساء دعائم الأمن. من جانبه، دعم الرئيس السوداني عمر البشير في خطابه في الجلسة موقف ايران من ملفها النووي، وقال «لإيران الحق في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية» وطالب القوات الأميركية بالخروج من العراق. وقال البشير ان السودان وإيران عقدا العزم على ترجمة الارادة السياسية الى تعاون مثمر في المجالات كافة وإقامة شراكة اقتصادية قوية بما لدى البلدين من ثروات، وان يكون التعاون الأنموذج على مستوى دول العالم الثالث عامة والإسلامية بوجه خاص.

وأكد ان السودان يشد على ساعد إيران بقوة في حقها المشروع في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية، مؤكداً أن هذا الحق تكفله لإيران المعاهدات والمواثيق الدولية كافة، واعتبر محاورات بعض الدول التي تمتلك الأسلحة الفتاكة حجب حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة يمثل ازدواجية في المعايير التي تهمين على الساحة الدولية.