جدل في مجلس الأمن حول نشر قوات دولية بتشاد وأفريقيا الوسطى

لحماية اللاجئين السودانيين النازحين من دارفور

TT

في مشاورات مجلس الأمن التي جرت يوم أول من أمس الثلاثاء، أثيرت شكوك حول توصية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنشر قوات دولية في تشاد وأفريقيا الوسطى لحماية اللاجئين السودانيين الذين نزحوا من دارفور. وكان الأمين العام قد اقترح في الشهر الماضي إنشاء قوة دولية تضم 11 ألف فرد من العسكريين ومن أفراد الشرطة المدنية. وتزامنت مشاورات المجلس مع دعوة النجمة السينمائية ميا فارو سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) التي زارت المنطقة والتي وصفت الوضع هناك بالمأساوي، وقالت «شاهدنا الآلاف من الموتى في أفريقيا الوسطى وتبدو الأزمة هناك من الأزمات المنسية».

وقد تردد أعضاء المجلس في اتخاذ قرار بشأن إنشاء البعثة بسبب رفض الرئيس الشادي لنشر قوات دولية عسكرية على الحدود التشادية السودانية حيث أبدى استعداده لنشر أفراد من الشرطة المدنية فقط دون وجود عسكري. وأفاد السفير البريطاني أميري جونز باري الذي رأس بعثة مجلس الأمن إلى المنطقة قائلا «إن أغلبية أعضاء المجلس يريدون نشر قوات دولية عقب زيارتهم لمخيمات اللاجئين في تشاد وأفريقيا الوسطى»، وأوضح السفير بأن هناك نوعا من الإحساس بالذنب لدى أغلبية الدول الأعضاء نتيجة عجز الأمم المتحدة وعدم القيام بأي شىء لحماية اللاجئين الذين نزحوا من دارفور.

وتفيد تقارير الأمم المتحدة بأن هناك ما يقارب 232 ألف لاجئ سوداني في تشاد وأن هناك حوالي 120 ألفا من التشاديين الذين طردوا من قراهم بدارفور . وأكد السفير البريطاني أن من الصعوبة نشر قوات دولية على الحدود الشرقية لتشاد والسودان بدون موافقة الحكومة التشادية . ويعارض الرئيس التشادي إدريس ديبي نشر قوات دولية عسكرية، ويجادل أن تشاد قد اختيرت لتكون مسرح عمليات الأمم المتحدة نتيجة رفض الحكومة السودانية لنشر قوات دولية في دارفور، ولكنه كما ذكر الأمين العام بان كي مون قد وافق على نشر أفراد من الشرطة المدنيين على الحدود السودانية التشادية . وتفيد مصادر مجلس الأمن بأن من المتوقع أن تقدم فرنسا مشروع قرار إلى المجلس لإنشاء قوة لحفظ السلام في تشاد وأفريقيا الوسطى. ويوجد الآن حوالي 3 آلاف من أفراد القوة الجوية الفرنسية كجزء من خطة الطوارئ في تشاد، المستعمرة الفرنسية السابقة. وبالرغم من عدم اعتراض أعضاء المجلس على نية فرنسا بتقديم مشروع قرار، غير أن رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سفير سلوفاكيا بيتر بوريان قال «ما نحتاجه الآن هو المشاورات مع الحكومة التشادية» واقترح دعوة مسؤولين من الحكومة التشادية لبحث ومناقشة الموضوع قبل طرح مشروع القرار الفرنسي للتصويت. وأكد سفير غانا نانا إيفيه ابينتع الذي ترأس بلاده مجموعة الاتحاد الأفريقي على ضرورة احترام قرار تشاد وقال «إنها دولة مستقلة وعلينا أن نحترم هذا».