مشروع ألماني سويسري لتحييد المواد المشعة في المقابر النووية

TT

حقق علماء ألمان وسويسريون خطوة هامة على طريق التخلص من المقابر النووية بعد أن توصلوا إلى طريقة «لتحييد» العناصر المشعة في هذه المقابر. وعمم مركز كارلسروهه للأبحاث العلمية تقريرا صحافيا يتحدث عن إخماد النفايات المشعة بطريقة «التحويل Transmutation»، أي تحويل المعدن أو النظير إلى عنصر آخر.

ونجح علماء بول شيرر السويسري في فيليغ، ولأول مرة في العالم، بتحويل العناصر المشعة في المقابر إلى عناصر غير مشعة بطريقة الترانسميوتيشن وذلك بإطلاق أشعة من البروتونات على «هدف ـ المعدن السائل» ونجحوا حينها بالحصول على مصدر قوي من النيوترونات القادرة على تغيير المادة من عنصر مشع إلى عنصر غير مشع. ويعمل العلماء هناك، بالتعاون مع مركز أبحاث كارلسروهه، منذ سنوات في مشروع «ميغابي Megapie» الرامي لتخليص العالم من مشكلة المقابر النووية. وكانت التجارب العالمية السابقة تحاول التوصل إلى هذه النتيجة عن طريق إطلاق البروتونات على المعدن في حالته الصلبة، إلا ان العلماء السويسريين نجحوا باستخدامهم المعدن السائل كهدف.

يعمل نحو 170 عالما ومهندسا، من ألمانيا وسويسرا واليابان وكوريا والولايات المتحدة في مشروع «ميجابيMegawatt Pilot Experiment » منذ عام 2000. وبنى السويسريون «مدفعا للنيوترونات سموه «سينكsinq» لإطلاق النيوترونات على المواد المشعة. ونجح استخدام هدف المعدن بحالته السائلة في رفع قدرة المدفع على انتاج النيوترونات بنسبة 80%.

وتعتبر المقابر النووية من المشاكل البيئية التي تواجه أوروبا بسبب المخاطر التي يمكن أن تنجم عنها. وهناك في ألمانيا مقبرتان للنفايات النووية في اهاوس (ولاية الراين الشمالي فيستفاليا) وفي غورليبن (ولاية سكسونيا السفلى). وتتسبب قطارات نقل النفايات المشعة من لاهاج الفرنسية وغيرها إلى غورليبن في تظاهرات عنيفة سنويا. وتضطر السلطات الألمانية لانزال 10 آلاف شرطي سنويا لحماية القطار من أنصار البيئة.

وتبنى المقابر النووية بين طبقات الأرض الصخرية على عمق 500 متر تحت سطح الأرض. ويفترض ان توفر الطبقات الكلسية والملحية حاجزا أمينا ضد الاشعاعات، إلا أن علماء البيئة يشكون بصحة هذه المعلومات ويحذرون من احتمالات انهيار الطبقات الأرضية أو تحركها بفعل الزلازل أو الظواهر الطبيعية الأخرى.