مصادر إسرائيلية: المسؤول الإيراني استعد جيدا للهرب الى الغرب

قالت إنه اختفى قبل شهرين

TT

على الرغم من التزام الدوائر الرسمية الاسرائيلية الصمت ازاء حادثة اختفاء المسؤول الايراني المتقاعد، علي رضا عسكري، إلا انها مهتمة للوصول اليه والإفادة من المعلومات الغنية التي يعتقد انه يحتفظ بها حول الطيار الاسرائيلي الأسير رون أراد والعلاقات بين ايران وسورية وحزب الله اللبناني.

وفي الوقت الذي يعرف فيه ان عسكري اختفى في السابع من شهر فبراير (شباط) الماضي، أعربت مصادر اسرائيلية أمس عن اعتقادها انه اختفى في الشهر الأسبق، ولكن ايران راحت تبحث عنه في الخفاء تفاديا للحرج الذي يسببه اختفاؤه. وأضافت ان عسكري البالغ من العمر63 عاما كان يشعر بالمرارة الكبيرة من عزله من منصبه كنائب لوزير الدفاع الايراني، الامر الذي سهل اصطياده.

واعتبرته تلك المصادر بمثابة «سمكة سمينة» إذ انه بحكم تاريخه العسكري الغني يعرف تفاصيل كثيرة ودقيقة عن القدرات العسكرية الايرانية في كل المجالات. فهو من خلال منصبه في الوزارة كان مسؤولا عن قسم المشتريات الداخلية والخارجية، وكان يكثر من السفر الى الخارج وفي حوزته أدق الأسرار عن المشتريات والمبيعات المتعلقة بالأسلحة، كما كان مسؤولا عن النشاطات العسكرية الايرانية السرية خارج البلاد، ويشمل ذلك التعاون السوري ـ الإيراني في العراق. وأضافت المصادر الاسرائيلية المذكورة ان الادارة الأميركية تحتاج الى عسكري لكي يساعدها في إعداد ملف الاتهام ضد ايران بخصوص التسلح النووي والنشاطات المسلحة الخارجية، حتى تبرر القرارات الدولية ضدها مثلما حصل عندما أعدت ملفا ضد نظام صدام حسين في العراق.

وتهتم اسرائيل بشكل خاص بهذا الملف بسبب الدور الذي قام به عسكري في سورية ولبنان خلال النصف الثاني من الثمانينات والنصف الأول من التسعينات، إذ كان قائدا للحرس الثوري الايراني في لبنان ومسؤولا عن العلاقات مع حزب الله وعن بناء قوته العسكرية. وفي بداية وصوله الى لبنان عام 1986 تم تسليم ايران الطيار الاسرائيلي، رون أراد، الذي وقع آنذاك في الأسر بأيدي المقاومة اللبنانية. وحسب رئيس جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلية «الموساد»، داني ياتوم، وهو اليوم عضو برلمان عن حزب العمل، فإن عسكري «قائد ذو وزن كبير في القيادة الايرانية» و«هو من نوع القادة المؤتمنين الذين يعرفون الكثير الكثير». وأضاف انه يعتقد أن عسكري لم يخطف، كما يقول الايرانيون، بل بمحض إرادته الى الغرب وأعد لهذا اللجوء بمنتهى الذكاء والحكمة.

وكانت مصادر اعلامية في تل أبيب قد نفت ان يكون لاسرائيل دور في عملية اختفاء عسكري، قائلة ان عملية كهذه هي «أكبر حتى من قدرات المخابرات الاسرائيلية». ومع ذلك فإن اسرائيل، في حالة وصول عسكري الى الغرب، ستكون من أكبر المستفيدين من المعلومات التي يحتفظ بها. لهذا، وفي إجراء احتياطي، اتخذت المخابرات الاسرائيلية سلسلة اجراءات أمنية في سفاراتها وقنصلياتها في الخارج لمجابهة أخطار خطف أي منهم، انتقاما لاختفاء العميد عسكري.