سامية العمودي.. طبيبة سعودية استثمرت إصابتها بسرطان الثدي لمكافحة الداء

TT

يأتي تكريم الدكتورة سامية العمودي، الطبيبة والكاتبة السعودية، من قبل وزارة الخارجية الأميركية، عرفانا لما قدمته من أنشطة توعوية وتثقيفية للمجتمع ضد مرض سرطان الثدي، في الوقت الذي كانت تصارع فيه بنفسها الداء الذي واجهته بكل إيمان وشجاعة وتجرد حال اكتشافها للمرض بمحض الصدفة في ابريل (نيسان) من العام المنصرم.

وتعد الدكتورة العمودي، وهي استشارية نساء وتوليد وعقم وأطفال أنابيب، وترأس حاليا مركزا طبيا باسمها في مدينة جدة، من أوائل الطالبات السعوديات اللاتي حصلن على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1981، كأول دفعة طالبات يتخرجن من كلية الطب حينها. فيما استفادت الجامعة من الدكتورة سامية لاحقا للعمل بعد تخرجها كمعيدة في قسم النساء والولادة بالمستشفى الجامعي، ثم العمل لاحقا وكيلة لكلية الطب والعلوم الطبية بذات الجامعة في العام 1990، في الوقت الذي كانت قد حصلت سابقا على الزمالة العربية في اختصاص النساء والتوليد سنة 1987 من دمشق، لتشغل منصب مستشار غير متفرغ لمنظمة الصحة العالمية.

وبحصولها على «الجائزة العالمية للمرأة الشجاعة» والتي تعنى بشجاعة المرأة وتحمّلها وانجازاتها للمجتمع على مستوى الشرق الأوسط، والتي تمنح لست سيدات في العالم فقط، تثبت الدكتورة سامية العمودي صلابة وشجاعة المرأة السعودية خلال مواجهتها محنتها بإيمان بقضاء المولى عز وجل وقدره. حيث لم تخف الأمر عن اسرتها خاصة وهي ربة البيت المتزوجة وأم لطفلين (عبد الله 10 أعوام، وأسراء 6 أعوام) لتضيف إلى أبحاثها وكتبها سلسة مقالات وجدانية تتحدث فيه عن (الواقع) وهو اسم عمودها الأسبوعي الثابت الذي تكتبه بجريدة «المدينة» السعودية التي تصدر من جدة. إذ بدأت حملة ذاتية ومنظمة للتوعية بأهمية الفحص الدوري للكشف عن سرطان الثدي عبر سلسلة من المقالات بعمودها تحت عنوان «رسالة حب» كما قامت بإلقاء عدد من المحاضرات والندوات للهدف نفسه في عدد من المدارس والتجمعات النسائية ومؤسسات المجتمع المدني. وفي ذات السياق أثارت الدكتورة سامية العمودي العديد من القضايا الشاملة المتعلقة بكيفية التعامل مع مرض السرطان، مثل «العلاقة بين العلاج الروحاني والعلاج الطبي الحديث» و«دور الرجل ومعاناته عند إصابة المرأة بالسرطان» وغيرها من القضايا ذات الطابع الاجتماعي، مستخدمة تجربتها الشخصية ورحلتها كنموذج لتسليط المزيد من الضوء على قضيتها.