الجيش الإسرائيلي يداهم مقر الاستخبارات الفلسطينية في أكبر حملة من نوعها في رام الله

فيما اعتبره الفلسطينيون إفشالا لاتفاق مكة

TT

في أكبر عملية عسكرية تقوم بها في مدينة رام الله منذ حملة «السور الواقي» في عام 2002، اعتقلت القوات الإسرائيلية فجر أمس 70 من عناصر الأمن الفلسطينيين، الى جانب 18 عنصراً من عناصر «كتائب شهداء الأقصى» ـ الجناح العسكري لحركة فتح، من الذين تطاردهم اسرائيل. واشارت مصادر فلسطينية الى أن عناصر «كتائب شهداء الأقصى» المطلوبين هم في الوقت ذاته اعضاء في جهاز «القوة 17»، أحد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وذكر شهود عيان أن عشرات العناصر من وحدة المستعربين، تسللوا الى قلب مدينة رام الله، في سيارات تحمل لوحات تسجيل فلسطينية ويتنكرون في زي عربي، وأحاطوا بمقر الاستخبارات العسكرية في منطقة «أم الشرايط» الواقعة جنوب مدينة رام الله، وبعد ذلك اقتحمت العشرات من الآليات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي المنطقة وفرضت حصاراً على المقر، وإثر ذلك شرعت في دعوة منتسبي الأجهزة الأمنية الذين كانوا موجودين في المقر، وتحديداً عناصر كتائب شهداء الأقصى المطلوبين، بالخروج من المقر وتسليم أنفسهم. من ناحيته، قال مدير الاستخبارات العسكرية الفلسطينية، ماجد فرج، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 50 عنصراً من الأجهزة الأمنية خلال محاصرته لمقر الاستخبارات برام الله. واستخف فرج بما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية بشأن العثور على اسلحة في مقر الاستخبارات، قائلاً إن في مقار كل جهاز امني في العالم توجد اسلحة، مشيراً الى أن الجنود الاسرائيليين صادروا 4 بنادق كلاشنيكوف ومسدسين وبندقية من نوع أم 16، كان الجهاز صادرها من مواطن باعتبارها غير مرخصة. واعتبر فرج أن هذه العملية تهدف الى افشال اتفاق مكة الذي وقعته حركتا فتح وحماس مؤخراً، والذي نصت اهم بنوده على تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الحركتين. ويذكر أن هذه العملية تأتي بعد سلسلة من عمليات التوغل والاقتحام التي تعرضت لها مدن الضفة الغربية وتم خلالها تصفية العديد من الناشطين الفلسطينيين في مدينة جنين، أقصى شمال الضفة الغربية، وتدمير البنى التحتية في البلدة القديمة لمدينة نابلس. من ناحية ثانية، اكدت مصادر امنية اسرائيلية ان الصاروخين اللذين اطلقهما اول امس مقاتلو «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وسقطا جنوب مدينة المجدل (جنوب اسرائيل) هما من  طراز جديد وبمدى يبلغ 19 كيلومترا مما يشكل تطورا خطيرا في قدرة الفلسطينيين على انتاج تلك الصواريخ وتحسين مداها.

وأكدت المصادر ان طائرات استطلاع الاسرائيلية رصدت اطلاق الصاروخ من وسط قطاع غزة وليس من شماله، مما يؤكد المدى الجديد للصاروخ المذكور إضافة الى قدرته على حمل رؤوس متفجرة اكبر. وأوضحت المصادر ان مدى اطلاق الصاروخ الجديد والمطور يجعل 250 ألف إسرائيلي تحت رحمة الصواريخ الجديدة، اضافة الى أنه قد يستهدف قواعد عسكرية اسرائيلية تمتد من مدينة «كريات جات» الى جنوب اسرائيلية وقواعد الجيش في وسط اسرائيل. ونقل موقع «ديبكا» الأمني الاسرائيلى عن مصادر عسكرية اسرائيلية زعمها أن هذه الصواريخ تم تهريبها من مصر الى قطاع غزة، وأن الحرس الثوري الإيراني هو الذي قام بتطويرها وذلك للتغلب على المشكلات الفنية التي واجهتها الصناعات العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. ونفت «سرايا القدس» بشدة ذلك منوهة الى ان عمليات التطوير للصواريخ المذكورة تمت محليا وان الأقوال الإسرائيلية حول تهريب تلك الصواريخ جاءت لتعبر عن فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في منع فصائل المقاومة من تطوير قدراتها العسكرية بطرق محلية. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية انه «اوقف 18 فلسطينيا مطاردين لهجمات ومحاولات خطف ضد جنود ومدنيين اسرائيليين» في مبنى المخابرات العسكرية التابع للسلطة الفلسطينية في رام الله. واضاف ان «القوات الاسرائيلية طوقت المبنى الذي كان يوجد فيه المقاتلون الفلسطينيون وأمرتهم بمغادرته. وقد استسلموا ولم يصب احد بجروح». وتابع، ان الجنود صادروا اسلحة ومتفجرات داخل المبنى.

وقال مصدر امني اسرائيلي ان «الفلسطينيين الذين اعتقلوا كانوا ملاحقين من قبل اسرائيل. والسلطة الفلسطينية تعرف بالامر ولم تفعل شيئا لمواجهة انشطتهم الارهابية»، مضيفا «لقد كانوا يستخدمون البنى التحتية لأجهزة الأمن كقاعدة خلفية لعملياتهم».