المجلس المركزي لليهود في المانيا يتهم الأساقفة الكاثوليك «بالتجني على إسرائيل»

TT

اتهمت شارلوته كنوبلوخ، زعيمة المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، مجلس الأساقفة الكاثوليك الألمان بالوقوف «على حافة العداء للسامية»، بسبب تصريحاتهم المتضامنة مع أوضاع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وقالت كنوبلوخ إن «من يتجنى على دولة إسرائيل وقضايا أمن إسرائيل يخدم الكليشيهات التي تقف على حافة العداء للسامية».

وجاءت تصريحات كنوبلوخ أمس بعد يوم واحد من انتقادات مماثلة، وجهها السفير الإسرائيلي في ألمانيا، شيمون شتاين، وقال فيها ان من يتهم إسرائيل وحكومتها بالعنصرية «لم يتعلم درسا من التاريخ». وذكر شتاين أن من يستخدم كلمات مثل «العنصرية» و«الغيتو» مع إسرائيل «إما أنه نسي التاريخ، ولم يتعلم شيئا من دروسه، أو أنه يكيل بمكيالين» وكان وفد من 27 أسقفا، يمثلون مجلس الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا، قد اجرى جولة في الشرق الأوسط شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية في الاسبوع الماضي. ونقلت صحيفة «زود دويتشه» أن الأسقف جورج ماريا هانكه، بعد زيارة «نصب ياد فاشيم» الذي يمثل المحرقة، قال في بيت لحم «نزور في الصبح ياد فاشيم ونسافر في المساء إلى الغيتو في رام الله». وذكرت الصحيفة أيضا ان فالتر ميكسا، أسقف كنيسة أوغسبورغ (جنوب) قارن بين غيتو وارسو أثناء الحرب العالمية الثانية، وأوضاع الفلسطينيين الحالية في مدينة رام الله، وقال أن ذلك هو «تقريبا العنصرية».

وانتقدت كنوبلوخ تصريحات الأساقفة الألمان قائلة إن وصم إسرائيل وحكومتها بالصور العنصرية يمثل تجنيا على الحقائق التاريخية وعلى حقائق النزاع في الشرق الأوسط. ووصفت التصريحات بأنها مخيبة للآمال وغير مقبولة، لأنها تحاول ان تجعل من ضحايا المحارق مجرمين. وحاول الاسقف هانز لانغدورف، السكرتير العام لمجلس الأساقفة الكاثوليك، التخفيف من حدة القضية بالقول إن تصريحات الأساقفة كانت عاطفية ومردها مشاهداتهم للأوضاع السيئة للفلسطينيين. إلا أن نائب رئيس المجلس، ديتر غراومان، قال إن من يقارن أوضاع الفلسطينيين الحالية بأوضاع يهود الغيتو لم يتعلم شيئا من التاريخ. واعترف غراومان بـ«الأوضاع الصعبة» التي يعيشها الفلسطينيون، لكنه قال إن المجلس يتفهم قضايا أمن إسرائيل.

وفي حين قالت كنوبلوخ انها تنتظر تصريحا واضحا من الكاردينال كارل ليمان، رئيس مجلس الاساقفة، نقلت صحيفة «فرانكفورتر ألغيماينه» المعروفة أن أسقف كولون، يواخيم مايسنر، قال عن جدار إسرائيل العازل «هكذا تعامل الحيوانات وليس البشر». وكتبت الصحيفة ان ليمان سبق أن انتقد بناء الجدار العازل في إسرائيل وتنبأ قائلا «سيسقط هذ الجدار كما سقط جدار برلين».

وكانت شارلوته كنوبلوخ قد تسببت بردود أفعال سياسية متباينة في أوساط الساسة الألمان، وداخل المجلس نفسه، بعد تصريحات صحافية في الصيف الماضي قالت فيها إنها «تشهد مزاجا مطلقا في عدائه لليهود في ألمانيا» على خلفية الحرب في لبنان. وجاءت تصريحات كنوبلوخ بعد يومين فقط من نشر رسالة لعضو المجلس اليهودي، رولف فيرليغر، رئيس الجالية اليهودية في ولاية شليسفيغ هولشتاين، يتهم فيها المجلس المركزي لليهود بالتحول إلى«جهاز إعلامي للسياسة العدوانية» التي تنتهجها إسرائيل في الشرق الأوسط.