مختار لماني: عرض علي زيادة الراتب وبعض الإغراءات للبقاء في بغداد

مبعوث الجامعة العربية السابق في العراق: حكومة المالكي لا تحكم حتى المنطقة الخضراء

TT

في الوقت الذي يقترب فيه موعد انعقاد القمة العربية في الرياض، اواخر الشهر الجاري، كشف مبعوث الجامعة العربية السابق في العراق مختار لماني عن خلاف جوهري بينه وبين الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي بدأ منذ شهر ديسمبر (كانون الثاني) الماضي حول الدور الذي يمكن أن يقوم به العرب في العراق.

وذكر لماني في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» أنه اجتمع مع عمرو موسى في القاهرة قبل انعقاد الاجتماع الوزاري للجنة العراق التي تضم وزراء خارجية دول الجوار إضافة إلى العراق والجزائر والسودان والبحرين ودولة الإمارات الذي عقد في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وقال لماني «اقترحت على عمرو موسى عقد قمة عربية استثنائية مخصصة فقط للعراق وأن لا يكون في أجندتها سوى موضوع واحد هو الوضع في العراق». وأضاف لماني، الذي قضى سنة كاملة في العراق، أن «الغرض من هذه القمة مناقشة مشروع سياسي محدد يمهد الطريق لمشاركة جميع الأطراف والأطياف العراقية وكيف يمكن حل المأزق الأمني إضافة إلى تحديد دور خاص للعرب في برامج إعادة إعمار العراق» مشيرا الى انه اقترح أيضا تشكيل لجنة رباعية تتكون من السعودية والإمارات ومصر والجزائر لديها تفويض كامل مع التأكيد على أن لا يكون العراق ميدان صراع أميركي ـ إيراني. ويروي مبعوث الجامعة العربية السابق تفاصيل اللقاء مع عمرو موسى حيث أكد له وفق مشاهداته ولقاءاته مع كل القوى السياسية والدينية، ومن بينها منظمات المجتمع المدني، ان «مؤتمر المصالحة الوطنية لا يمكن أن يحقق أي شيء وهو أمر مضحك نتيجة الدور الإيراني والأميركي في العراق». ويتذكر لماني أن الأمين العام طلب منه إلقاء كلمة خلال الاجتماع الوزاري أمام لجنة العراق، ويقول إنه «فوجئ في يوم انعقاد الاجتماع باستبعاده من اجتماع لجنة العراق الوزارية، وطلب مني أن أقدم ورقة مكتوبة، وهذا ما دفعني إلى مقاطعة الاجتماع وقررت الاستقالة». وفي غضون تلك الفترة اوضح لماني انه وجهت له دعوة من قبل دولة الإمارات يوم 15 يناير (كانون الثاني) الماضي لزيارة الإمارات للقاء المسؤولين هناك، ويقول «هذا ما دفعني لتأجيل الاستقالة على أمل أن تأخذ دولة الإمارات المبادرة، ولكن كما تبين فإن الإمارات لا تريد أن تأخذ زمام المبادرة وأنها تريد فقط الاطلاع على طبيعة ما يجري في العراق». وأضاف «بعد زيارة الإمارات قدمت استقالتي مع رسالة مرفقة بثماني صفحات إلى الأمين العام عمرو موسى وطلب مني المجيء إلى القاهرة تحت إلحاح أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وعرض علي زيادة الراتب وبعض الإغراءات من أجل البقاء في بغداد، لكني رفضت بسبب عدم وجود رؤيا أو منهج واضح للتعامل مع الأزمة العراقية». ويؤكد لماني أن حكومة نوري المالكي هي جزء من الأطراف العراقية، وقال «إنها لا تحكم حتى المنطقة الخضراء، وأن أي مصالحة وطنية لا تتحقق إلا بمشاركة كل الأطراف والأطياف العراقية بما فيها المقاومة باستثناء تنظيم القاعدة». ولم يخف لماني مرارته من تجاهل الجامعة العربية للأخطار التي تعرض لها، ويتذكر أنه مرة تعرض للتهديد، ما دفع الرئيس العراقي جلال طالباني الى إيوائه في بيته لفترة حتى تم نقله إلى منزل في منطقة القادسية ببغداد، ويقول «كما بدا لي أن فتح بعثة للجامعة العربية كان هو الهدف الأساسي بدون القيام بعمل باتجاه التعامل مع الأزمة العراقية بشكل جدي».

وفي هذا السياق شكك مختار لماني في نجاح المؤتمر الإقليمي الذي سيعقد في بغداد خلال هذا الشهر، والذي ستشارك فيه سورية وإيران، وقال «إن دول الجوار عقدت أكثر من اجتماع ولم يصدر منها سوى بيانات جميلة وبراقة ولم تحقق أي شيء ملموس على الأرض». وأعرب عن قناعته بأن لا يمكن حل المأزق الأمني في العراق عسكريا، وقال «ان الحل سياسي بالدرجة الأولى نظرا لتباعد وجهات نظر الأطراف المشاركة في العملية السياسية ووجهات نظر الأطراف غير المشاركة في العملية» ويضيف «عندما كنت التقي بثلاثة وزراء في المنطقة الخضراء كنت أشعر وكأني التقي بثلاثة وزراء من ثلاث حكومات مختلفة». وأكد لماني أن خروج القوات الأميركية في الوقت الحالي سوف لن يساهم في حل الأزمة العراقية نتيجة تراكم الأزمات والمشاكل وعلى رأسها مشكلة التهجير القسري، ويقول «لقد تم تهجير حوالي 5 ملايين شخص وهذه أكبر هجرة تحدث في العالم العربي بعد نكبة فلسطين».