السفير السعودي حمل إلى بري «أفكارا» لدرسها مع فريق الموالاة

رئيس البرلمان اللبناني على تفاؤله ويتوقع نتائج إيجابية نهاية الأسبوع

TT

رفعت عودة سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجة الى بيروت ليل الثلاثاء ـ الاربعاء، بعد زيارة قصيرة قام بها الى الرياض، منسوب التفاؤل مجدداً بقرب التوصل الى اتفاق بين فرقاء الازمة اللبنانية و«الالتقاء على شيء مشترك للانقاذ». واعلن خوجة عقب اجتماعه امس برئيس مجلس النواب نبيه بري انه «يجب الا يكف اللبنانيون عن التفاؤل والعزم على ايجاد الحل مع بعضهم البعض» مشيرا الى انه «من المناسب جدا ان يجتمع الرئيس بري مع النائب سعد الحريري كممثل للموالاة، في اقرب وقت، للاتفاق على الخطوط المشتركة بصورة واضحة ونهائية».

عقد اللقاء بين الرئيس بري والسفير خوجة ظهر امس في مقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة. وقد وصفه السفير بأنه «ايجابي كالعادة». وقال: «اعتقد انه يجب ان لا يكف اللبنانيون عن التفاؤل والعزم لإيجاد الحل مع بعضهم البعض». وأضاف: «ان المملكة العربية السعودية ترحب بأي لقاء. لكن يجب ان يكون اللقاء ايجابيا وان يخرج الجميع متفقين. انا حملت افكارا بالنسبة الى دولة الرئيس بري. وهي افكار ممتازة وجيدة ولاقت الكثير من القبول. ولكن علينا ايضا ان ندرس افكار الفريق الاخر. واعتقد من المناسب جدا ان يجتمع الأفرقاء هنا، او دولة الرئيس نبيه بري مع النائب سعد الحريري، مثلا كممثل للموالاة لبحث الخطوط المشتركة مع بعضهم البعض والاتفاق عليها بصورة واضحة وبصورة نهائية».

وسئل خوجة عن سبب تراجع نسبة التفاؤل، فأجاب: «نسبة التفاؤل لم تتراجع ابدا... لكن المملكة العربية السعودية لا تستطيع ان تقرر عن احد، ولا تستطيع ان تملي ايضا رغباتها على احد. المملكة العربية السعودية ترحب بالجميع، اذا كان هناك اتفاق اولي بين الاطراف. المهم ان يتفق الافرقاء اللبنانيون مع بعضهم البعض. ونحن على استعداد لأن نرعى ذلك».

الى ذلك، اكدت اوساط الرئيس بري انه «لا يزال على تفاؤله الحذر، وان الامور لا تزال تسير من حسن الى احسن، وان النتائج الايجابية ستظهر في نهاية الاسبوع الحالي».

وفي اطار اللقاءات والاتصالات للتداول في سبل معالجة الازمة السياسية، التقى الرئيس بري وفداً من حزب الطاشناق (الارمني). وبعد اللقاء قال عضو الوفد الوزير السابق شاهي برسوميان: «اطلعنا من دولته على المساعي المبذولة، ولمسنا لديه بعض التفاؤل الحذر».

واستقبل الرئيس بري ايضا وفدا من «الجماعة الاسلامية» ضم رئيس المكتب السياسي علي الشيخ عمار والنائب السابق اسعد هرموش. وقال الشيخ عمار: «نحن نسعى من خلال هذه اللقاءات الى اشاعة اجواء الثقة والتوافق بين مختلف الاطراف، وصولا الى تفاهم حول الامور التي تشكل خلافا بين القوى والتيارات السياسية. ومن خلال هذا اللقاء لمسنا حرصا من دولة الرئيس على ما نتطلع اليه ويتطلع اليه اللبنانيون من توافق حول مختلف الامور. ووجدنا ايضا ان لديه ضمانات توصل الى مثل هذا التفاهم والى تبديد المخاوف التي يبديها البعض».

الى ذلك، واصلت قوى سياسية لبنانية اشادتها بالمبادرة السعودية لاخراج لبنان من ازمته. وقال الرئيس السابق للحكومة رشيد الصلح، اثر زيارته مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني امس: «تباحثنا في ضرورة معالجة الوضع الحاضر في لبنان، ودعم المبادرة العربية الكريمة، ولاسيما المبادرة السعودية لايجاد حل لانهاء الازمة التي يشكو منها الشعب اللبناني كله».

وشدد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان على «ضرورة التجاوب والتعاطي بجدية مع اللقاءات والاتصالات ومشاريع الحلول الجارية للخروج من الأزمات والمشكلات الكثيرة التي يعاني منها لبنان». ورأى «ان ابواب الامل مفتوحة امام المخارج من المآزق القائمة والعودة بالحوار الى بدايته شرط توافر النيات الصادقة وتحمل المسؤوليات الوطنية من الأفرقاء كافة», مشيراً الى «ان معاناة اللبنانيين باتت كبيرة وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، ووضعت الجميع تحت ثقل الضغوط الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، فضلاً عن المخاوف والهواجس التي تقض مضاجع اللبنانيين، وتقضي على كل آمالهم في استقرار الاوضاع في لبنان، والخروج من نفق الازمات والآلام المتنقلة ومن القلق الدائم على الحاضر والمستقبل والمصير الوطني برمته». وقال: «لقد آن الاوان لكل الافرقاء في لبنان ليسمعوا صرخات الناس واوجاعهم وهمومهم، ويصغوا الى صوت الضمير، ويستجيبوا الدعوات والمبادرات المحلية والعربية والاسلامية، رغم تواضعها، التي تحاول التخفيف من الاحتقان السياسي والطائفي والمذهبي السائد».

وعلى صعيد ذي صلة، قال وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة في حديث اذاعي بث امس: «ان ترجمة القمة السعودية ـ الايرانية تنتظر اقتراحات واقعية من قبل المعارضة تزرع طريق اجتماع الرياض بالورود لا بالألغام». ورأى «ان ما طرحته المعارضة حتى الآن هو مجموعة شروط قديمة جديدة مبنية على وعود غير واضحة حول المحكمة مقابل أخذ قرار الحكومة وتعطيله على قاعدة 19 ـ11. وهذا غير مقبول من الاكثرية النيابية والشعبية التي صمدت كل هذه الاشهر امام محاولة الانقلاب عليها. وهي تبدو اليوم موحدة اكثر من اي وقت مضى على الرغم من التشكيك والدعاية حول انقسامات فيها». واعتبر ان تفاؤل المعارضة واتهامها الاكثرية بالعرقلة «محاولة لتفادي الاستحقاق الكبير الداخلي وهو حول فتح الدورة العادية لمجلس النواب» مشدداً على «ضرورة ان يواجه كل مسؤول مسؤوليته في التعاطي مع هذه الدورة».