رواد شارع المتنبي: تآلفت فيه كل المذاهب والأديان والقوميات ولهذا استهدفوه

نعوا مقتل صاحب «مقهى المثقفين» وأولاده في تفجير الاثنين الدامي

TT

«لم احتمل هول الصدمة».. هذا ما قاله عباس جاسم (بائع كتب سابق) في شارع المتنبي، بعد سماعه الانفجار الدامي الذي استهدف الشارع، الاثنين الماضي. ورغم تركه مهنة بيع الكتب عام 2003، إلا ان جاسم لم ينقطع عن شارع المتنبي، الذي يعتبره هوية العراق الثقافية والعلمية. وقال جاسم انه قرر الاطلاع على الدمار والخراب الذي أصاب الشارع، مبينا إن استهدافه هو استهداف للثقافة العراقية، اذ ان الشارع يعد هوية العراق الثقافية والعلمية، فهو ملتقى الشعراء والأدباء والمثقفين والأطباء، انه شارع النخبة، وقد أطلق عليه الملك فيصل الأول، عام 1932 تسمية (شارع المتنبي)، حسبما هو مدون في دليل المملكة لعام 1936، تخليدا للشاعر الكبير المتنبي، الذي اتصف بالحكمة ورجاحة العقل في شعره.

وذكر جاسم ان من بين الضحايا الذين يعرفهم، عبد شند وهو أب لثلاثة اطفال، ولدين وبنت، جميعهم مصابون بمرض الرعاش، وكان يبيع الكتب ودخله محدود، وقد تطوع الاسبوع الماضي طبيب لفحصهم بدون مقابل، وقرر ان يأخذهم لعيادة الطبيب هذا الاسبوع، الا أن الأجل وافاه وتركهم بلا معيل.

من جهته، يؤكد مواطن يعمل في الشارع وطلب الاكتفاء بنشر اسمه الأول غانم، ان عمليات البحث عن الضحايا لا تزال مستمرة، فيما كان يثبت لافته تعزية لصديقه الشاب حسين عبد الصمد ابن حارس احدى العمارات، الذي كان احد الضحايا. ويقول غانم ان عمليات البحث أسفرت أمس عن العثور على جثة الحاج رزاق ابن مطرة، الذي كان يعمل مجلدا في شارع المتنبي والبالغ من العمر 55 عاما. اما خالد ابو ابراهيم فيؤكد ان صاحب محل في سوق الشورجة لبيع القرطاسية حضر الى شارع المتنبي للبحث عن صديقه محمد تيسير بائع كتب على الرصيف، وقد فجع بنبأ وفاة صديق العمر، قائلا ان استهداف شارع المتنبي لانه شارع النخبة، الذي تذوب فيه كل الاطياف والمذاهب والقوميات، «انه شارع يمثل النخبة بعيدا عن الطائفية والاثنية ويعبر عن هوية العراق الاصيلة التي يحاول الارهاب طمسها».

اما ابو نور (بائع كتب على الرصيف) فقال إن العاملين في الشارع «يمثلون كل الاعراق والطوائف، تربطهم علاقة ود ومحبة عبر عشرات السنين»، مشيرا الى ان مقتل ابو فاهم الخشالي صاحب مقهى الشابندر، الذي يوصف بـ«مقهى المثقفين»، هو واولاده يعد كارثة كبيرة، وقال ان العديد من رواد المقهى كانوا ضحايا للهجوم. اما شهيد الميالي، صاحب مجمع الميالي، فيقول ان المجمع يتألف من خمسة طوابق، الثلاثة الاولى عبارة عن محلات للقرطاسية والكتب، والاخيران مخزنان للكتب، وقد فعل الهجوم فعله عندما دمر المجمع بالكامل واحترق كل شيء، وفقدنا نبيل وعثمان وبشار وعلي ويونس وزيد، وجميعهم من العاملين واصحاب محلات للكتب والقرطاسية في مجمع الميالي.