وصف مصدر مغربي رسمي رفيع الزيارة التي قام بها خوصي لويس ثاباتيرو، رئيس وزراء اسبانيا، أخيرا إلى المغرب بانها «ناجحة جدا». وقال المصدر ذاته لـ«الشرق الاوسط» إنها تميزت بإجراء مباحثات مهمة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس. وفتحت آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، في المجالات الحيوية.
واعتبر ان تصريحات رئيس وزراء اسبانيا بخصوص الصحراء، اتسمت بالشجاعة وبعد النظر، وتدل على قناعته بحل سياسي تفاوضي للمشكلة التي استعمل ثاباتيرو عند التعرض اليه عبارة «أطراف النزاع»، مثلما تقر بذلك أغلب الدول التي تدرك جوهر الخلاف حول الصحراء وواقعية الطرح المغربي.
ولاحظ المصدر إن اسبانيا هي احدى مجموعة الدول الخمس التي يرجع اليها الأمين العام للامم المتحدة ويستشيرها قبل اصدار توصيات اممية حول مشكلة دولية، مضيفا انه رغم كون اسبانيا ليست عضوا في مجلس الامن، فان تأثيرها السياسي على الصعيد الدولي لا يستهان به.
وأثنى المصدر المغربي على الموقف الذي دافع عنه اخيرا وزير خارجية اسبانيا، ميغل موراتينوس في برشلونة، حينما طالب بضرورة وأهمية تمتيع المغرب بوضعية شراكة متقدمة مع الاتحاد الاوروبي بحيث يصبح اقل من عضو واكثر من شريك. وقال المصدر بهذا الخصوص ان «موقف رئيس الدبلوماسية الاسبانية يحتوي على مزيج من التعاطف الشخصي حيال المغرب والتحليل السياسي الصائب». إلى ذلك، انتقدت جبهة البوليساريو أمس دعم إسبانيا لخطة المغرب المتعلقة بالحكم الذاتي في الصحراء. ونقلت وكالة الصحافة الألمانية عن إبراهيم غالي، ممثل الجبهة في مدريد قوله إن تصريحات رئيس الوزراء الاسباني خلال زيارة قام بها إلى الرباط في وقت سابق هذا الاسبوع «خطيرة ومخيبة للآمال».
وخصصت الصحف الاسبانية امس مساحات واسعة للقاء المغربي ـ الإسباني على مستوى عال، وتضمنت تقييمات متفاوتة، لكن الصحف الكبرى المؤثرة مثل «الباييس» و«لا فانغوارديا» و«ايل بريوديكو»، اشادت بنتائجه ودعت الى تعميق التعاون بين الرباط ومدريد.