الجزائر: متابعة أشخاص استوردوا مصاحف من مصر مبتورة منها سور قرآنية

السلطات تمنع استيراد المواد الدينية بدون الحصول على ترخيص

TT

ضبطت مصالح الأمن الجزائرية أشخاصا يوزعون نسخا من المصحف الشريف مبتورة منها سور قرآنية، وتمت إحالتهم للمتابعة القضائية، وذلك تزامناً مع منع السلطات الجزائرية استيراد المواد الدينية دون الحصول على رخصة مسبقة.

وقال عبد الله طمين مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، لـ«الشرق الأوسط» إن مصالح الأمن بمدينة سطيف (300 كلم شرق العاصمة)، حجزت نسخا من القرآن الكريم منقوصة من سور، لم يذكرها، بناء على تحذيرات أشخاص عاديين. وأشار إلى أن التحريات التي أجريت بشأن القضية أفضت إلى إلقاء القبض على الأشخاص المسؤولين عن توزيعها، وتم تقديمهم لقاضي التحقيق بسطيف. ولم يوضح المصدر هوية هؤلاء الأشخاص ولا الجهة التي ينتمون إليها، واكتفى بالقول بأن المصاحف جاءت من مصر. وقال طمين بنفس المناسبة، إن وزارة الشؤون الدينية «تدعو مستوردي المصحف الشريف، الى تفادي استيراد رواية حفص لأن المتداول عندنا هو رواية ورش التي يفضلها الجزائريون».

وأكدت مصادر وزارة الشؤون الدينية أن السلطات قررت منع استيراد المواد الدينية، من كتب وأقراص مدمجة، دون الحصول على رخصة مسبقة من الوزارة. وقال طمين إن لجانا للقراءة تم تشكيلها بالوزارة قبل مدة قصيرة، «تتولى التمحيص في كل الكتب والأقراص المضغوطة المستوردة التي تحمل مواد دينية، بغرض غربلة النماذج التي يمكن توزيعها في السوق». وتابع قائلاً: «يوجد مؤلفون عرب ومسلمون معروفون بزرع ثقافة التطرف، ممنوع تداول كتبهم في الجزائر». ولما سئل عن أسمائهم قال: «نحن نتعامل مع محتوى الكتب وليس مع أسماء من يكتبونها».

وأوضح ذات المصدر، أن سنوات العنف التي عاشتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي «جعلت السلطات تفتح عينيها جيدا على كل ما تعلق بالنشاط الديني في المجتمع»، في إشارة إلى فتاوى أصدرتها جماعات أصولية متطرفة تبيح قتل المدنيين وسلب أموالهم. وأضاف طمين في نفس الاطار أن الوزارة منعت تداول 500 عنوان ديني أجنبي، منذ معرض الكتاب الدولي الذي أقيم بالجزائر نهاية العام الماضي، والذي أثار جدلاً بسبب تسويق كتب دينية في أجنحته، تم وصفها بأنها تدعو إلى التطرف.

وذكر طمين أن وزارة الشؤون الدينية تدعو مستوردي الكتب والأقراص المضغوطة التي تحتوي على المادة الدينية إلى «تفادي إدخال الكتب السياسية الدينية». وطلبت منهم جلب الكتاب الديني العلمي بدعوى أن الجزائريين بحاجة إليه أكثر من أصناف الكتب الأخرى. وانتقد أشخاصا سماهم «سماسرة الكتاب الديني يؤجرون سجلات تجارية من بعض المستوردين لإدخال كتب دينية من الخارج تروج للتطرف»، موضحا أن مصالح الجمارك بدأت وقف إدخال الكتب المحظورة، في الحدود بناء على قائمة تحمل عناوين المئات من الكتب أعدتها وزارة الشؤون الدينية.