اعتقال قيادي في حركة طالبان كان متخفياً بزي امرأة

التحالف في أفغانستان يؤكد اعتقال 6 مشبوهين أحدهم على صلة بالقاعدة

TT

قال مسؤولون امس إن عملية «كعب أخيل» التي أطلقها حلف شمال الاطلسي حققت نتائج سريعة تتمثل في اعتقال قيادي بارز في حركة طالبان كان يرتدي البرقع الافغاني المصمم لتغطية جسد المرأة بالكامل.

وأفادت قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) التي يقودها الحلف، بأن الملا محمود وهو متهم بتسهيل تنفيذ الهجمات الانتحارية في إقليم قندهار اعتقل أمس بينما كان يحاول الهروب من وحدات أفغانية في منطقة بانجواي وأنه كان متخفيا في زي امرأة. واعتقل القائد الطالباني في اقليم قندهار أمس في الوقت الذي شن فيه حلف الاطلسي هجوما كبيرا في اقليم هلمند المجاور لتأمين السدود الرئيسية المستخدمة لتوليد الكهرباء ومحاربة تجارة الافيون.

وأعلن أن المعتقل يدعى الملا محمود ووصف بأنه خبير في صنع القنابل. واعتقلت قوات تحالف تقودها الولايات المتحدة أيضا خمسة اخرين يشتبه في أنهم مسلحون في خوست بشرق البلاد هذا الاسبوع. ومن المتوقع أن يكون القتال عنيفا في عام 2007 بعد أن كان العام الماضي الاكثر دموية منذ الاطاحة بطالبان عام 2001 . وحذرت طالبان من أن لديها آلاف المفجرين الانتحاريين المستعدين للقتال. وسقط أكثر من 4000 قتيل في معارك العام الماضي من بينهم 1000 مدني. وقفز عدد التفجيرات الانتحارية من 21 الى 139 تفجيرا بعد ان نقل المسلحون التكتيك المنفذ في العراق وابتعدوا عن المعارك الضارية التي كبدتهم خسائر فادحة. وسيشارك في عملية هلمند في نهاية المطاف نحو 4500 من قوات حلف الاطلسي و1000 من قوات الامن الافغانية في عملية وصفها الحلف بأنها أكبر عملية أمنية. وقال الميجور جنرال تون فان لون قائد عمليات إيساف في جنوب أفغانستان «إن الحملة الامنية التي نفذت أمس في بانجواي تعد مثالا للهدف الذي ترمي عملية كعب أخيل إلى تحقيقه».

وأضاف المتحدث، أن اعتقال القيادي في أول أيام العملية، التي يشارك فيها أكثر من 5500 جندي أفغاني وأجنبي، يشير إلى أن الحياة تعود إلى طبيعتها في المنطقة.

ومن جهة اخرى اعلنت قوات التحالف في افغانستان بقيادة الولايات المتحدة امس انها اعتقلت قرب جلال اباد (شرق افغانستان) «ستة ارهابيين مفترضين» احدهم له «صلات واسعة» بتنظيم القاعدة و«مجموعة تورا بورا». من جهة اخرى، قال وزير الداخلية الافغاني ان خمسة عناصر مفترضين من طالبان قتلوا الثلاثاء خلال مواجهة مع شرطيين في اقليم غيريشك في ولاية هلمند (جنوب). وشنت قوة حلف شمال الاطلسي الثلاثاء هجوما واسعا لإرساء الأمن في هذه الولاية التي تعجز السلطات عن السيطرة على قسم كبير منها. وقال التحالف ان القوات الافغانية وعناصر التحالف هاجمت منزلا قرب جلال اباد واعتقلت «ستة ارهابيين مفترضين من دون اطلاق رصاصة واحدة». واضافت ان احد المعتقلين خبير متفجرات ينتمي الى «مجموعة تورا بورا» المرتبطة بطالبان والتي كانت تسهل تحرك المقاتلين بين افغانستان وباكستان.

واخذت هذه المجموعة اسمها من جبال تورا بورا في شرق البلاد عند الحدود مع باكستان، وحيث يعتقد ان زعيم القاعدة اسامة بن لادن لجأ لوقت معين اثر اعتداءات 11 سبتمبر ايلول 2001 في الولايات المتحدة. وانشئت «مجموعة تورا بورا» قبل بضعة اشهر ويقودها انور الحق مجاهدين الذي يتزعم احد فصائل الحزب الاسلامي، وفق الصحافة الاميركية. ويتهم التحالف زعيم هذه المجموعة بتنفيذ هجمات عدة في ولاية ننغرهار التي عاصمتها جلال اباد.

ومن جهة اخرى تواجه قوات (الناتو) الكثير من الضغوط بسبب الخوف من انتكاسة أفغانستان وانجرافها نحو الفوضى مرة أخرى. ويتوقع أن يشارك في «هجوم الربيع» نحو 4500 جندي ما بين بريطاني وكندي واميركي وهولندي ونحو ألف أفغاني مما يعني أن أفغانستان على وشك الدخول في مرحلة من العنف. وكان رد فعل طالبان ساخرا على «هجوم الربيع» حيث قال قاري محمد يوسف أحمدي، المتحدث باسم الحركة في حديث مع وكالة الانباء الالمانية: «لدينا عشرة آلاف مجاهد مسلح في هلماند وإقليم قندهار المجاور لهلماند». وقال أحمدي: «إنه لخبر طيب أن نسمع عن خروج الجنود من قواعدهم العسكرية وقدومهم إلى هنا».