توقع لقاء ثالث بين بري والحريري وسط أجواء تكتم

تأكيد مشترك لإيجابية المساعي لإيجاد مخرج

TT

فتح اللقاء الثاني بين رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وزعيم «كتلة المستقبل» النائب سعد الحريري، الباب أمام لقاء ثالث ولقاءات اخرى وسط أجواء من التكتم واتفاق على عدم تسريب مضمون المحادثات التي عكس طرفاها ايجابية فيها من دون الخوض في التفاصيل.

وصدر أمس بيان مشترك عن الطرفين اللذين يمثلان المعارضة والموالاة كان اكثر اقتضاباً من سابقه وتحدث عن «جلسة عمل ثانية استكمل خلالها البحث في الأجواء الايجابية نفسها التي سادت اللقاء الاول وتعززت بالسعي الجاد لإيجاد مخارج للازمة الراهنة». وأعلن البيان انه تم الاتفاق على «إبقاء المشاورات مفتوحة وبوتيرة سريعة وجدية».

وفيما التزم الحريري وأوساطه الصمت التام، حرص بري على تسريب أجواء إيجابية، ونقل عنه امس رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وجود «بصيص نور وأمل» و«توجه جيد نحو الحل، والامور الآن في إطار الغربلة».

وبدوره، نقل النائب مصباح الأحدب (قوى الأكثرية) عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن «هناك تلاقياً لوجهات النظر على مقاربة الموضوع». وقال: «ما يحصل اليوم ضروري جدا ليس بالشكل فقط بل بالمضمون، اذ يجب ان تكون المبادرة لبنانية، فعندما يكون هناك توحيد لوجهة النظر الداخلية نستطيع ان نطلب من كل الدول الشقيقة والصديقة ان تساند المطلب الموحد للبنان». وأضاف: «يجب الخروج من الدائرة الفارغة للأرقام، اي 19+10+1 و19+11 وغيرها، فلنتكلم في المضمون. عندما تأسست هذه الحكومة كانت تعتبر حكومة وحدة وطنية، ولكن بعد البيان الوزاري وما حصل من تجاوز للواقع والظروف وقعت حرب، وبعد ذلك صدر قرار دولي مما أدى الى الأزمة التي نعيش. الازمة اليوم تتخطى توصيف الازمة، واليوم الوضع خطير داخليا وخطير بالنسبة الى التطورات التي تحصل اقليميا. ولا بد من ان يكون هذا الحوار وهذا التلاقي قائمين على نقاط اساسية في المضمون. اذا كان هناك من تلاق يجب ان يكون هناك توافق على آليات تطبيقية للامور التي تم الاتفاق عليها. هناك مقررات الحوار والنقاط السبع بما فيها حصرية السلاح التي حصلت بعد التطورات الخطيرة وطبعا بعد القرار 1701. كل هذه النقاط لا تتناقض مع اتفاق الطائف، والقول اليوم بأن الحل يكون بالأرقام هو غير صحيح. الحل هو الاتفاق على هذه النقاط وعلى المضمون لحماية لبنان داخليا وخارجيا».

ووصف عضو كتلة التحرير والتنمية (التي يرأسها بري) النائب عبد المجيد صالح، اللقاءات بين بري والحريري بأنها «بداية لإعادة الامور الى نصابها»، مشيرا الى «ان هذه اللقاءات وهذه الخطوات تفتح آفاقا جديدة تسمح لنا بالقول ربما ان هناك في الأفق اتفاقا كالاتفاق الذي رعته المملكة العربية السعودية في مكة المكرمة بين الاخوة الفلسطينيين».

اما حزب الله فقد وجه نواب من كتلته اتهامات للولايات المتحدة بـ «محاولة إعاقة كل الحلول عبر سفيرها في بيروت».

وقال النائب حسن حب الله إن السفير الاميركي جيفري فيلتمان «لا يريد ان يرى حلا بين اللبنانيين لأن مشروعه في المنطقة يقوم على الفتنة والفوضى البناءة»، مشددا على «أن أسباب استمرار الأزمة في لبنان هو ان فريقاً من اللبنانيين تملى عليه التعليمات من الخارج وخصوصا من ادارة الولايات المتحدة الاميركية التي تريد اسقاط كل عناصر القوة في لبنان». وأكد «أن المعارضة تريد حماية هذا الوطن ووحدة أبنائه وتحقيق سيادته على كل شبر من أرضه».

واتهم عضو الكتلة نفسها النائب محمد حيدر «فريق السلطة بالرهان على الوقت او على تقدم المشروع الاميركي في المنطقة»، معتبرا انه «رهان على وهم وسراب لن يغير في واقع الامر شيئاً، بل يزيد عمق المأزق الذي اوصلتم البلاد اليه، فلا تخطئوا في الحسابات لأن جعبة المعارضة مليئة بالخيارات التي سترغمكم على تلبية مطالبها عاجلا ام آجلا».