سياسيون عراقيون لـ «الشرق الأوسط»: أصحاب المشكلة هم الأجدى بحلها

كتل برلمانية عراقية رحبت بانعقاد المؤتمر ودعت لدعمه

TT

رحب سياسيون عراقيون ينتمون الى كتل برلمانية وسياسية مختلفة بانعقاد المؤتمر الدولي حول امن العراق في بغداد أمس. واتفق هؤلاء عبر احاديث اجرتها معهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس على ان المشكلة العراقية لا يمكن ان تحل الا من قبل العراقيين انفسهم، معتبرين حضور وفود دول الجوار والولايات المتحدة الاميركية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والجامعة العربية ومصر والسعودية والبحرين انما يقدم دعما كبيرا من اجل استقرار العراق.

وقال عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي ان «مؤتمرات كثيرة كانت قد انعقدت حول المشكلة العراقية في مصر ومكة وغيرهما، لكننا نأمل من المساهمين في هذا المؤتمر المهم ان يساهموا في حل المشكلة العراقية وان يضعوا الحلول المناسبة لمشاكلنا الامنية خاصة».

واشار الدليمي الى ان «المشكلة عراقية وعلى العراقيين انفسهم تقع مسؤولية نجاح أية مبادرة للتصالح والاستقرار الآمن وما لم يكن هناك تعاون صادق بين الحكومة والقوى السياسية والمشاركين بهذا المؤتمر فان المشكلة لا تحل».

وعبر رئيس جبهة التوافق العراقية عن «تأييدنا ودعمنا لكل مقررات هذا المؤتمر وسنسعى بكل ما أوتينا من حكمة وعقل وقوة لدعم وتنفيذ مقرراته، كما ندعو كل العراقيين الى دعم ومساندة قرارات المؤتمر من اجل خير العراق».

واستدرك الدليمي قائلا بان «هذا المؤتمر ليس العصا السحرية لحل مشاكلنا الامنية لكنه سيساهم في حلها وما لم يساهم العراقيون انفسهم بحل مشاكلهم فلن تحل اية مشكلة»، داعيا «الكتل السياسية الى ان تتعامل فيما بينها بثقة ومصداقية لانقاذ البلد من الفوضى وحمامات الدم، فالامر معقد ولا يحل بيوم او يومين ويجب ان نعمل بروح مخلصة لانقاذ العراق».

وعبر الدكتور فؤاد معصوم رئيس الكتلة الكردية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي عن عدم قناعة كاملة «في ان هذه الدول اذا اتفقت فيما بينها على رفع يدها عن العراق والكف عن التدخل في الشأن العراقي».

وبرر معصوم وجهة نظره قائلا «لان خلافات ايران مع اميركا ليست بسبب العراق بل ان خلافاتها مع الولايات المتحدة وغيرها تمتد الى عقود من الزمن، وخلافات الولايات المتحدة مع سورية ايضا ليست بسبب العراق. واذا قلنا ان العلاقات الاميركية والتركية جيدة فان التدخل التركي في الشأن العراقي مرفوض وقد يكون هذا الموضوع، العراق، سببا في مشكلة بين اميركا وتركيا». واوضح رئيس الكتلة الكردية داخل البرلمان قائلا ان «هذه الدول اذا تمكنت من التقدم بخطوات نحو بناء علاقات جيدة فيما بينها فسيكون لجهدها في هذا المؤتمر نوع من التأثير في اتجاه حل المشكلة العراقية».

وشدد عضو مجلس النواب على ان القضية السياسية تكمن في العراقيين ذاتهم وعليهم التوصل الى اتفاق، واذا اتفق العراقيون فيما بينهم وتوصلوا الى قناعات معينة فان الدول الاقليمية لا تستطيع التدخل في شؤوننا لانها مشكلتنا نحن.

واكد الدكتور سعد جواد قنديل القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم على ان «النظرية التي يتبناها المجلس والحكومة هي ان الحلول يجب ان تكون عراقية وان تكون اللقاءات داخل العراق»، مشيرا الى ان «اللقاءات السابقة في دول الجوار وغيره لم تستوعب الوضع العراقي ولم تخرج بنتائج عملية ولكن ان يأتوا الى العراق في ظل هذه الظروف فهذه سابقة نتمنى ان تستثمر لحل المشكلة الامنية في العراق». واضاف قنديل قائلا «نحن نؤيد ما قاله رئيس الحكومة نوري المالكي بان لا يكون العراق ساحة للتصفيات الاقليمية الاقليمية او الاقليمية الدولية»، مشيرا الى ان هذا المؤتمر تمهيدي وسيكون المؤتمر القادم اوسع واكثر شمولا ويستوعب المشاركة العراقية. وقال القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية «نحن لا ندري كيف سيتعاملون مع دول الجوار التي تتدخل في الشأن العراقي ولكن املنا في ان يوفر هذا اللقاء في بغداد فرصة لايجاد مناخ لحل مشاكل البلد». واعتبر حميد مجيد موسى سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي وعضو مجلس النواب(البرلمان) العراقي عن القائمة العراقية برئاسة الدكتور اياد علاوي عقد المؤتمر في بغداد على انها «فعالية ضرورية ونجاح للدبلوماسية العراقية». وقال موسى «انعقاد مثل هذا المؤتمر في بغداد كما يجب ان يحدث منذ فترة طويلة لتحقيق الخير للشعب العراقي خاصة ان هذا المؤتمر سيدرس ملفات تدعم العملية السياسية وتوجهات الحكومة في مكافحة الارهاب وعودة الامن الى العراق ودعم مشروع المصالحة الوطنية».

واضاف موسى قائلا ان «العراق بحاجة الى مساعدة مخلصة ونزيهة وشرعية ووفق القانون الدولي من غير تهميش الشعب العراقي ومصادرة حقه في تقرير مصيره».