عباس وأولمرت يبحثان اليوم توسيع التهدئة لتشمل الضفة

رايس تعود إلى المنطقة يوم 22 مارس

TT

أكدت مصادر إسرائيلية وفلسطينية أمس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، سيبحثان في لقاء القمة الثالث بينهما، الذي سيعقد اليوم في مدينة القدس الغربية، امكانية توسيع اتفاق التهدئة القائم في قطاع غزة حاليا الى الضفة الغربية.

وقال مصدر فلسطيني، إن اسرائيل تبدي لأول مرة استعدادا للبحث في التهدئة في الضفة الغربية، لكنها غير مستعدة له بشكل فوري. وينوي أبو مازن اقتراح خطة لتطبيق توسيع التهدئة بالتدريج، حتى لا يبقي حجة لأولمرت أن يرفضها. وكانت وزيرة الخارجية الأميريكية، كوندوليزا رايس، قد طلبت عقد هذا اللقاء من أجل توصل الطرفين الى بعض التفاهمات حول القضايا الآنية ومواصلة الحوار حول القضايا الكبرى، وكيفية استئناف المفاوضات بشأنها. وكشفت مصادر مطلعة في القدس عن أن رايس استاءت من التصريحات الإسرائيلية والفلسطينية، التي نشرت أجواء سلبية حول اللقاء في الأيام الأخيرة، خصوصا القول إن اللقاء يتم فقط لإرضاء الولايات المتحدة. وتوجهت اليهما طالبة العمل الجاد على انجاح اللقاء والخروج منه ببعض التفاهمات. وستصل رايس الى المنطقة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حيث ستلتقي أبو مازن وأولمرت كلا على حدة. وأبلغتهما انها تتوقع أن يكونا قد حققا بعض التقدم في عدة قضايا تهم الطرفين. إلا انها يصران على خفض مستوى التوقعات من اللقاء. ويحرص كل طرف على ابراز المطالب التي سيطرحها على الآخر. فقال ناطق بلسان أولمرت انه سيوضح ان اسرائيل لن تتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية، طالما ستبقى بقيادة حماس، التي لا تعترف بإسرائيل ولا تقبل بالاتفاقات الموقعة معها ولا تلتزم بعد بوقف العنف، وأنها لن تتعامل حتى مع الوزراء «المعتدلين الذين سبق لاسرائيل أن تعاملت معهم في الماضي». وانه سيبلغ أبو مازن بأن الاستمرار الفلسطيني في اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية، سيؤدي الى تفاقم الوضع بينهما، «حيث ان اسرائيل تلتزم حتى الآن بالتهدئة رغم الخروقات الفلسطينية، لكنها لن تصبر طويلا على ذلك». وفي الجانب الفلسطيني يؤكدون ان أبو مازن سيطالب أولمرت باتخاذ قرار شجاع لاستئناف مفاوضات التسوية الدائمة، وتمهيد الأجواء لذلك، بواسطة سلسلة اجراءات لتخفيف معاناة الفلسطينيين الناجمة عن الإجراءات الاحتلالية، خصوصا فك الحصار على قطاع غزة، وإزالة الحواجز العسكرية، ووقف الممارسات العدوانية من اعتقالات واغتيالات، ونهب أراض وتقييد حرية التنقل ووقف بناء الجدار ومشاريع الاستيطان. وأكد د. صائب عريقات، رئيس لجنة المفاوضات في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن أبو مازن سيقول لأولمرت ان الوضع الفلسطيني ناضج تماما للتفاوض حول التسوية الدائمة، بما في ذلك حركة حماس، على عكس ما يردده الإسرائيليون. وكانت مصادر فلسطينية قد أعلنت أمس، أن أبو مازن ورئيس وزرائه اسماعيل هنية، يبذلان جهودا خارقة لتحصيل موافقة من جميع الفصائل الفلسطينية على تحقيق التهدئة الكاملة من الجانب الفلسطيني بشكل أحادي الجانب، «حتى لا يبقي لأولمرت أية حجة يتذرع بها لمواصلة عملياته الحربية الحالية والعمليات المخططة»، علما بأن فصيلين اثنين فقط لا يوافقان على الالتزام هما الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اللذان يشترطان وقف الأعمال الحربية الاسرائيلية ايضا في الضفة الغربية.

من جهة ثانية أعلن في نيويورك، أمس، ان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي ـ مون، قرر زيارة اسرائيل والسلطة الفلسطينية ولقاء أولمرت وأبو مازن خلال زيارته الى المنطقة للمشاركة في مؤتمر بغداد. ونقل على لسانه انه يؤمن بأن في مقدور الأمم المتحدة، المساهمة في الجهود لنقل الشعبين في إسرائيل وفلسطين الى طريق السلام والتفاهم. وقال ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يشكل عقبة كأداء أمام تسوية قضايا أخرى في المنطقة، ولا بد من تسويته للمساهمة في تهدئة الأوضاع في بقع أخرى من الشرق الأوسط.