نشطاء السلام الإسرائيليون يعيدون بناء بيوت فلسطينية هدمها الجيش في الخليل

TT

«الجيش يهدم ونحن نبني، ليس البيوت فحسب، بل ايضا نعيد بناء نفوسنا كإسرائيليين شوههم الاحتلال ودمر أخلاقياتهم». بهذه الكلمات وصف ابيحاي شيرك، من حركة السلام الاسرائيلية، ما يفعله هو وزملاؤه اليهود الذين بدأوا أمس مشروعا لإعادة بناء عشرات البيوت الفلسطينية التي هدمتها قوات الاحتلال في جبل الخليل.

وكان نشطاء السلام الاسرائيليون قد التأموا من ست منظمات، بينها حركة تضم رجال دين يهود يؤمنون بالسلام «الحاخامات حماة العدالة»، و«الائتلاف النسوي من أجل السلام» و«اللجنة الشعبية ضد هدم البيوت» و«يوجد حد» (وهي حركة رافضي الخدمة العسكرية في المناطق الفلسطينية المحتلة)، و«كتلة السلام» و«تعايش» (وهي حركة يهودية عربية في تعمل من أجل التعايش المشترك، اليهودي العربي في اسرائيل). وقد تمكنوا من تجنيد 150 نشيطا يعملون في الحفر والانشاء والتعمير. وحسب مسؤول إحدى حركات السلام يوئيل مرشكي، فقد توجه المبادرون لهذه الفكرة الى وزير الدفاع الاسرائيلي، عمير بيرتس، طالبين تدخله لمنع قوات الجيش من اعتراض طريقهم في هذه المبادرة. فوافق وأعطى التعليمات الضرورية. وبالفعل، لم يتدخل الجيش في الموضوع. لكن نشطاء السلام أعربوا عن مخاوفهم أن يعود الجيش ويهدم ما بنوه.

وقال شيرك ان لهذا النشاط ما هو أبعد من مسألة التضامن مع الفلسطينيين المظلومين. فالاحتلال يدمر نفوس الجنود الاسرائيليين، ويعيدهم الى بيوتهم مشوهين. ولا بد من ازالته في أقرب وقت والجنوح نحو السلام واستبدال الممارسات الاحتلالية بمارسات تعاضد انساني حقيقية، تطهر النفوس وتعيد للانسان اليهودي انسانيته.

وتسبب الاعتداء بجرح 14 متظاهرا بينهم يهوديان، وردوا بقذف الحجارة فأصيب ضابطان اسرائيليان، أحدهما كسرت ساقه من جراء قذفه بحجر كبير.

تجدر الاشارة الى ان لجنة الأمم المتحدة ضد التمييز العنصري أصدرت من جنيف، أول من أمس، تقريرا لها أدانت فيه الممارسات الاسرائيلية العنصرية. وقالت ان حكومات اسرائيل تدير سياسة تمييز ضد مواطنيها العرب (فلسطينيي 48) وضد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة وتتعامل بتفضيل واضح للمستوطنين اليهود في كل المجالات. وأدانت اللجنة سياسة توزيع المياه، التي تميز بوضوح ضد العرب وسياسة الحواجز العسكرية «التي تعرقل مسار الحياة الطبيعية للناس وتتحول الى ساحات قمع وتنكيل بهم من جنود الحواجز». وكان هذا التقرير قد أعد بمشاركة 18 خبيرا تابعين للأمم المتحدة، بحثوا في سياسات 13 دولة في العالم، كانت اسرائيل الأسوأ بينهم من حيث وضوع التمييز وطريقته الممنهجة.