أكثر من مليون موريتاني يختارون اليوم رئيسا مدنيا

أعل ولد محمد فال ردا على القذافي: نحن بدو رحل وفخورون بذلك جدا

TT

يتوجه أكثر من مليون موريتاني اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس مدني لبلادهم، في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي تنهي عملية انتقالية بدأت مع الانقلاب العسكري في أغسطس (آب) 2005.

وتأتي انتخابات اليوم إثر حملة انتخابية جرت بهدوء في هذا الاقتراع، الذي يشكل المرحلة الأخيرة من عملية اعادة السلطة الى المدنيين، بعد الانقلاب العسكري الذي قاده العقيد اعل ولد محمد فال صيف 2005.

وعبر ولد محمد فال عن ارتياحه، لأن ذلك «يدل على نضج الموريتانيين»، وقال «انها اللحظة التي سيصبح فيها الشعب الموريتاني راشدا. للمرة الأولى في حياته سينتخب (رئيسا) بحرية وشفافية ومن دون تدخل من الدولة او الادارة». ولم يرشح ولد محمد فال نفسه للاقتراع، كما وعد عند تسلمه السلطة، لكنه لم يستبعد عودته الى الحياة السياسية.

وعبر رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الشيخ سيد أحمد ولد بابامين، ايضا عن ارتياحه لسير الحملة. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد جرت في ظروف جيدة جدا، ولم نتلق أية شكوى». ولم يتفوق أي من المرشحين الـ19، وهو عدد قياسي، خلال الحملة التي استمرت اسبوعين، وان كان ثلاثة منهم يبدون متقدمين من اجل تولي رئاسة هذا البلد الفقير، الذي اصبح في 2006 من البلدان الأفريقية القليلة المصدرة للنفط.

وقد يتوجب تنظيم جولة ثانية في 25 مارس (آذار)، حسبما قال عدد من المراقبين للحياة السياسية الموريتانية.

وكان الرئيس الموريتاني اعل ولد محمد فال، قد صرح لصحافيين ان «الحملة الانتخابية جرت بهدوء مطلق ومن دون اي حادث»، مشيدا «بالتعايش المدهش والمميز بين المرشحين والمؤيدين».

وعبر رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الشيخ سيد احمد ولد بابامين، ايضا عن ارتياحه لسير الحملة. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد جرت في ظروف جيدة جدا، ولم نتلق أية شكوى». وفي سياق ذي صلة، دافع الرئيس الموريتاني في مقابلة مع صحافيين عن الديمقراطية، ورد على انتقادات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي للنظام الديمقراطي التعددي، قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى الأحد في موريتانيا.

وقال العقيد ولد محمد فال في مكتبه في القصر الرئاسي في نواكشوط «يمكن لأي شخص أن يحكم كما يشاء على ما يجري في بلدنا، لكن المهم هو كيف ننظر نحن الموريتانيين إلى ذلك وكيف نلمس ذلك».

وكان الزعيم الليبي انتقد في الثاني من مارس (آذار) النظام الديمقراطي التعددي «على الطريقة الغربية» الذي تطبقه نواكشوط وبعض الدول.

وقال القذافي إن «الحكم بواسطة المؤتمرات الشعبية أكثر شفافية وصدقا وعدلا من صناديق الاقتراع على الطريقة الغربية، التي يمكن بها شراء المرشحين بالأموال». وأضاف ان «هذه الانتخابات مهزلة. ما يحدث مثلا في موريتانيا البلد الصغير القبلي من مهرجانات للأطفال وشعارات، يضحكون بها السفارات الأجنبية علينا». وقال رئيس الدولة الموريتاني ان «الأحكام الخارجية لا تهمنا كثيرا ولا تعنينا اطلاقا. نحن الموريتانيين بدو وفخورون بذلك جدا. وأضاف ان «الديمقراطية هي الديمقراطية انها ليست غربية أو شرقية او آسيوية او افريقية».

واضاف «انها ليست ملكية للغرب أو الشرق او آسيا، بل ملك للبشرية. نحن مقتنعون بأن هذا الطريق هو الذي ينقل المسؤولية الى شعبنا وبلدنا»، مؤكدا «نحن لا ندعي اعطاء دروس لا لدولة عربية ولا لدولة افريقية، ورغبتنا الوحيدة هي حل مشاكلنا».

من جهة أخرى، اشاد ولد محمد فال بـ«نضج» الموريتانيين بعد حملة انتخابية «جرت بهدوء مطلق». وقال «انها اللحظة التي سيصبح فيها الشعب الموريتاني راشدا.

للمرة الأولى في حياته سينتخب (رئيسا) بحرية وشفافية وبدون تدخل من الدولة أو الإدارة»، رافضا الحديث عن مستقبله شخصيا الا أنه لم يستبعد العودة الى العمل السياسي. وقال «فيروس السياسة؟ اذا كنت مصابا به يكون ذلك جرى منذ عشرين او ثلاثين عاما. الأهم بالنسبة لي هو الحاضر».

وحول احتمال عودته الى العمل السياسي للانتخابات الرئاسية في 2012، قال «انها ليست مسألة استبعاد، الأمر أو عدم استبعاده. كل امكانياتنا مسخرة الآن لإنجاز هذه العملية وإنهائها»، وأضاف «عندما تنتهي (العملية)، يصبح الباقي مشكلة شخصية ويتعلق بالحياة الخاصة».