التمييز بين الصفوة الموريين والسود تخيم على انتخابات موريتانيا

TT

نواكشوط ـ رويترز: لن يدلي محمد وهو موريتاني اسود يبلغ من العمر 22 عاما ويعيش في حي أكواخ مترب بالعاصمة نواكشوط بصوته في الانتخابات التاريخية التي تجرى اليوم.

ومحمد غير متأكد من ان الانتخابات التي توصف بانها الاكثر حرية في تاريخ البلاد سوف تغير حياة الالاف ممن يعيشون في فقر مدقع في هذه الدولة الاسلامية المختلطة عرقيا والممتدة عبر افريقيا العربية وافريقيا السوداء على الطرف الغربي من الصحراء.

وينفي الصفوة الموريون (عرب الاندلس) من اصحاب البشرة ذات اللون الفاتح ومنهم المجلس العسكري الذي سيسلم السلطة لرئيس مدني ينتخب اليوم وجود اي تمييز عرقي.

لكن سكان منطقتي جازرا وكيوب الفقيرتين بنواكشوط ومعظمهم من السود يقولون انهم عانوا من التمييز العنصري بما فيه الرق على مدى قرون من الزمان. ويعيش سكان المنطقتين في اكواخ من الورق المقوى والخشب لمسافة كيلومترات عبر رمال تكسوها النفايات. وقال محمد اثناء وقوفه في طابور عند صنبور للمياه وقد بدت عيناه فقط من عمامة سوداء تلف رأسه أدعو الله ان يعاملنا الرئيس الجديد جميعا على نفس القدر من المساواة. واضاف يجب ان يزيل هذه الاكواخ ويبني منازل ويوفر لنا العمل والكهرباء والمياه. وكانت لدى عيشتو احمد نفس الرغبة. وقالت وهي تحاول ابعاد الذباب عن وجه طفلها الرضيع والخضروات التي تبيعها انظروا الى القمامة التي حولنا .. هذه الاكواخ. لن تجد ذلك حيث يعيش الموريون البيض. واضافت نحن خائفون من الافصاح عن الحقيقة. وعلى مسافة ليست بعيدة في منطقة تيفراغ زينا الغنية ظهر موريون يرتدون الملابس التقليدية باللونين الازرق والابيض ويضعون هواتف جوالة على اذانهم اثناء خروجهم بالسيارات من فيلات انيقة. وتعهد جميع المرشحين التسعة عشر للرئاسة بالعمل على الوحدة والتنمية في احدث منتج للنفط في افريقيا والتي تتباهى ايضا بمخزونها الوفير من الحديد الخام والذهب. وسيحل الرئيس الجديد محل المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2005.

ومن بين المرشحين ثلاثة فقط من السود.

ويضع النظام الطبقي الاجتماعي بشكل تقليدي الحكومة والسياسات والتجارة في ايدي الموريين ومعظمهم من البيض.

وألغي نظام الرق من الناحية الاسمية عند استقلال البلاد عام 1960 وتم حظره بصفة قانونية مجددا في عام 1981. وتقول جماعات حقوق الانسان ان الرق لا يزال قائما داخل هذه الدولة التي يبلغ تعدادها ثلاثة ملايين نسمة معظمهم من البدو المتناثرين في انحائها. وقال مور محمد فال بن وانا الذي يعمل في متجر بقالة تمتلكه عائلته في نواكشوط يوجد سود يقبلون ان يكونوا عبيدا لموري ابيض في الداخل. لا يمكنني تغيير ذلك.. انه امر موجود منذ سنوات. واضاف مشيرا الى الفقر في مدن الاكواخ خلق الله البيض والسود. اذا كان البيض اوفر حظا فهذه ارادة الله. وحين يسأل الاجانب عن مسألة العرق فغالبا ما يقاطعهم المور اصحاب البشرة ذات اللون الفاتح بفظاظة. وقال احدهم انها ليست مشكلة. كل الموريتانيين اخوة. وقال اعلى ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري المنتهية ولايته ان بعض السياسيين يتلاعبون بالقضية العرقية.

واضاف لرويترز لا أعتبر ان عندنا مشكلة وحدة وطنية.. هذه مشاكل اجتماعية موجودة في كل مكان.