فاس: العثور على كشوف أثرية بجامع القرويين تعود إلى عصر المرابطين

عملية إصلاح الموقع وترميمه بدأت عام 2004

TT

استمع أحمد التوفيق، وزير الأوقاف المغربي، أول من أمس، بفاس إلى بيانات وشروح حول الاكتشاف الآركيولوجي الذي تم العثور عليه بجامع القرويين العتيق الذي تجري حاليا عملية ترميمه بناء على توجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وقالت وكالة الانباء المغربية التي أوردت الخبر أن الاكتشاف تم بقاعة الصلاة بالمسجد اثناء اصلاح أرضيتها، وهو عبارة عن جدران وطريق مسدود يعود حسب علماء الآثار إلى أربع مراحل تسبق عصر توسعة المسجد خلال عهد المرابطين الذين حكموا المغرب عام 529 هـ الموافق لعام 1134 الميلادي. وتم إثر هذا الاكتشاف اطلاق عملية بحث آركيولوجي على مساحة تمثل حوالي 172 مترا مربعا. وتركزت اصلاحات المسجد التي بوشرت منذ عام 2004 على المرافق التي اصابتها تشققات وأضرار، مما جعلها مهددة بالتلف مثل المنبر العتيق والمحراب الصيفي والقباب والنافورات وبعض الأقواس. وتم حتى الآن استكمال صقل الابواب العشرة الخارجية وتنظيفها وقباب الجناحين. تجدر الاشارة إلى أن جامع القرويين يقع في قلب فاس التي تعد العاصمة العلمية للمغرب، ويتوفر على طاقة استيعابية تتسع لعشرة آلاف مصل. وبنته فاطمة الفهرية، في القرن الثاني للهجرة، وهو احد الجوامع الثلاثة المشهورة في العالم العربي بعد الازهر بمصر والزيتونة بتونس.

واضافة الى كونه مكانا للتعبد، فان الدروس لم تنقطع به منذ تأسيسه، كما كانت أروقته وأفنيته ملتقى الرعيل الاول من رواد الحركة الوطنية اثناء الاحتلال الفرنسي للمغرب، ومنه انطلقت مظاهرات هذا الاستعمار عقب الصلوات. ومن العلماء الذين كان لهم صيت كبير به، الفقيه شيخ الاسلام محمد بلعربي العلوي، الذي درس عليه علماء آخرون؛ بينهم الراحل علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال. ويمتد المسجد على مساحة 7200 متر مربع ويحتوي على 16 بابا. كما يضم 16 جناحا مزينا بـ12 قوسا، وله منبر ذو طابع اندلسي. ويعود صحنه المبنيُّ بالرخام والزليج الى عهد المرابطين (في القرنين 11 و12). وتطلب إصلاح المسجد مبلغا ماليا قدره 27 مليون درهم (الدولار يساوي 8.5 درهم).