نشر قصة معتقل سوداني على الإنترنت تسفر عن إطلاق سراحه

غوانتانامو: «الطالباني الأسترالي» سيحاكم 28 مارس

TT

فرضت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون نطاقا من السرية على جلسات الاستماع الأولى لتحديد مصير 14 مسؤولا كبيرا من قادة تنظيم القاعدة الذين نقلتهم الولايات المتحدة من سجون سرية إلى معتقل غوانتانامو. ولم تأذن وزارة الدفاع الاميركية للصحافيين بتغطية الجلسات بحجة خشيتها من تسريب معلومات سرية. ورفض المسؤولون العسكريون الأميركيون الإدلاء بأي تفاصيل عن أسماء الأشخاص الذين تم استجوابهم حتى الآن، ولكن يعتقد أن من بينهم خالد شيخ محمد وزمزي بن الشيبة وأبو زبيدة المشتبه في تخطيطهم لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول). واعلن الناطق باسم البنتاغون براين وتمن إن بعض المتهمين وافقوا على حضور الجلسات فيما رفض البعض الاخر المثول أمام اللجان العسكرية.

وقال ناطق عسركي أميركي أن الهدف من الجلسات التي بدأت منذ يوم الجمعة هو تحديد ما اذا كان كل معتقل تنطبق عليه معايير تسمح بتصنيفه (مقاتلا عدوا» أم لا. وكان المتهمون الاربعة عشر الذين اعتقلتهم وكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.ايه) في سجون بالغة السرية، نقلوا في سبتمبر الى قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا.

ومن بينهم المعتقلين كذلك رجل الدين الحنبلي الذي يشتبه في انه العقل المدبر لاعتداء بالي في اندونيسيا الذي اسفر عن سقوط اكثر من مئتي قتيل عام 2002. وفي سياق متصل قال محامو المعتقل السوداني عادل حمد بأن وزارة الدفاع الأميركية قررت إطلاق سراحه بعد أن أصبح لا يشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي. وجاء قرار الإفراج عنه بعد أيام من نشر قصة اعتقاله على الإنترنت في موقع يو تيوب.

وكان عادل حمد؛ قد اعتقل من محل إقامته في مدينة بيشاور؛ في 16 يوليو (تموز) 2002.. وظل في غوانتانامو منذ ذلك الحين دون محاكمة. وإلى جانب عادل حمد اعتقلت السلطات الأميركية تسعة سودانيين ونقلتهم إلى غوانتانامو من بينهم سامي الحاج وأمير يعقوب محمد الأمين، والوليد محمد الحاج محمد علي، ومصطفى إبراهيم مصطفى، وسالم محمود سالم، وإبراهيم عثمان إبراهيم، ومحمد صالح إبراهيم القوصي، ومحمد نور عثمان. وأظهر الفيلم الذي بثه موقع «يو تيوب» أن عادل متزوج، وأب لأربع بنات، وآخر الوظائف التي كان يشغلها قبل اعتقاله هي: مدرس للأيتام بمدرسة ابتدائية، وعامل بمستشفى في داخل أفغانستان، ومنسق لتوزيع الغذاء والدواء والأغطية للاجئين. وتولى الدفاع عن عادل حمد المحاميان وليام تريسديل، وإستيف واكس حيث يتابعان قضيته، ويقومان بالترويج لها إعلامياً، ونشرت القضية على صفحات «اللوموند» الفرنسية، وعلى شبكة الإنترنت، ونشرت مواد مرئية ومكتوبة للتعريف بقصته وقضية اتهامه. ويقول المحاميان عن عادل: «لم يسبق له أن اتهم بأي فعل حربي ضد الولايات المتحدة؛ وعلى الرغم مِن أنه لم يؤسر على ساحة معركة فقد اعتقل حمد في منتصف الليل من سريره، وصنفته الولايات المتحدة على الرغم من هذا كعدو مقاتل». ومن جهة اخرى صرح مسؤول كبير في البنتاغون اول من امس ان محاكمة ديفيد هيكس المعروف بـ«الطالباني الاسترالي» والمعتقل منذ اكثر من خمس سنوات في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا ستجري في القاعدة في 28 مارس (اذار) الحالي بتهمة تقديم «دعم لوجستي لعمل ارهابي».

وقد وجهت التهمة رسميا الى هيكس في الاول من مارس الحالي مما يمهد الطريق لمحاكمته امام محكمة استثنائية في غوانتانامو.

وقال مسؤول وزارة الدفاع الاميركية طالبا عدم كشف هويته ان موعد 28 مارس المقبل حدد بعد ان حصل الادعاء على ارجاء المحاكمة التي كانت مقررة اصلا في 21 مارس لمدة اسبوع. وكان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد قال في وقت سابق ان محاكمة هيكس ستجرى في 20 مارس.

وبحسب اجراءات المحاكم العسكرية الاستثنائية فان مثول هيكس سيتم في غضون الثلاثين يوما بعد توجيه التهمة اليه من قبل القاضية سوزان كروفورد. وهيكس هو اول معتقل في غوانتانامو يحاكم بموجب قانون اميركي جديد يسمح بمحاكمة عسكرية خاصة «للمقاتلين الاعداء».

وصوت على هذا القانون بقرار من المحكمة العليا التي اعتبرت محاولة سابقة للرئيس الاميركي جورج بوش لاقامة هذه المحاكم بدون اذن الكونغرس «غير شرعية». وقد اثارت حالة هيكس توترات في العلاقات بين الولايات المتحدة واستراليا بالرغم من التحالف والشراكة التي تربط بين البلدين بشكل مميز في «الحرب على الارهاب». وكان الاستياء المتصاعد في استراليا بسبب اعتقال هيكس بدون محاكمة شكل مصدر قلق لهاورد. واعتقل هيكس، 31 عاما، في افغانستان في ديسمبر (كانون الاول) 2001 حين كان يقاتل في صفوف طالبان وسيكون بين اول الماثلين امام المحاكم الاستثنائية التي تبدأ جلساتها في الربيع.