كرزاي يطلب من البرلمان الأفغاني تعديل قانون العفو حول مرتكبي جرائم الحرب

طالبان تشترط سحب القوات الإيطالية لإطلاق الصحافي المختطف

TT

هدد الملا دادالله احد ابرز قادة طالبان امس بـ«قتل» الصحافي الايطالي دانيال ماستروجياكومو الذي تحتجزه الحركة خلال سبعة ايام، في حال لم تحدد روما موعدا لسحب جنودها المنتشرين في افغانستان والبالغ عددهم الفين.

وطالب الملا دادالله ايضا بالافراج عن متحدثين باسم طالبان، الاول محتجز في افغانستان والثاني في باكستان، وذلك في حديث هاتفي مع صحافي افغاني في وكالة الصحافة الفرنسية سبق ان اجرى معه العديد من الاحاديث.

وقال «سنقتل هذا الرجل في حال عدم تلبية مطالبنا خلال سبعة ايام». واعلنت طالبان انها خطفت الاثنين في ولاية هلمند (جنوب) المراسل الخاص لصحيفة «لا ريبوبليكا» دانيال ماستروجياكومو الذي فقد الاتصال به منذ الاحد. واكد الملا دادالله ان الصحافي الايطالي «في صحة جيدة».

ومن جهة اخرى طلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي من البرلمان تعديل قانون العفو حول جرائم الحرب المرتكبة منذ ثلاثة عقود والذي اثار جدلا، وذلك لـ«ضمان حقوق الافراد» في طلب العدالة، وفق ما اعلنت الرئاسة امس. وقال بيان للرئاسة الافغانية ان كرزاي عاود ارسال القانون الى النواب ليضيفوا اليه «مادة تضمن حقوق الافراد» بعدما رفض البرلمان الذي يهيمن عليه «زعماء الحرب» اقرار هذا القانون قبل اسبوعين. وجاء في البيان «مع تقديره لمبادرة البرلمان المهمة لمصلحة المصالحة والاستقرار في افغانستان، يطلب الرئيس اضافة مادة تضمن حقوق الافراد و(تبقي) العقوبات (الصادرة) بحق اولئك الذين ارتكبوا جرائم بحق افراد اخرين».

وبذلك، يشمل قانون العفو فقط المجموعات والفصائل الاتنية للمجاهدين، وليس الافراد، التي خاضت مواجهات خلال حرب اهلية دموية بين عامي 1992 و1996 بعدما قاتلت القوات السوفياتية ونظام نجيب الله الشيوعي بين 1979 و1989.

وفي حال وافق البرلمان على التعديلات التي طلبها كرزاي فلا خيار امامه سوى اقرار القانون.

لكن البرلمان يستطيع عدم اخذ طلب الرئيس في الاعتبار واقرار القانون كما هو عبر الموافقة عليه بغالبية الثلثين. وكان زعماء الحرب النافذون قد حشدوا في 23 فبراير (شباط) نحو 25 الفا من مناصريهم في ملعب كابل مطالبين كرزاي باقرار قانون العفو، الامر الذي جعل الرئيس الافغاني في وضع حساس في ظل تحفظ المجتمع المدني والامم المتحدة عن هذا القانون. وطالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في ديسمبر (كانون الاول) الفائت بتشكيل محكمة لمحاكمة «مجرمي الحرب» الافغان، وذلك في تقرير رفضته السلطات الافغانية. واكدت المنظمة ان «شخصيات عدة في الحكومة والبرلمان الافغانيين ضالعة في جرائم حرب»، لافتة خصوصا الى نائب الرئيس كريم خليلي ووزير الطاقة اسماعيل خان والرئيس السابق برهان الدين رباني والنائب عبد الرب رسول سياف. وقتل اكثر من مليون ونصف مليون افغاني وتعرض الاف اخرون للتعذيب والاغتصاب خلال الاجتياح السوفياتي والحرب الاهلية. وشكل استيلاء طالبان على كابل عام 1996 بداية نزاع جديد بين الحركة وزعماء الحرب في تحالف الشمال الذين تمكنوا في نهاية عام 2001 من العودة الى العاصمة بدعم عسكري اميركي، وبات العديد من هؤلاء اعضاء في البرلمان والحكومة الى جانب شيوعيين سابقين واعضاء سابقين في طالبان. ويشمل قانون العفو ايضا عناصر طالبان الذين حاربوا السلطات الافغانية والقوات الاجنبية، باستثناء قادتهم الكبار الفارين وبينهم الملا محمد عمر. من جهة أخرى، تراجع زعيم الحرب الافغاني قلب الدين حكمتيار عن تصريحاته التي اعلن فيها انفصاله عن طالبان قبل عدة ايام، ودعا الى تشكيل «جبهة موحدة» مع طالبان وغيرها من الاطراف المناوئة للحكومة، الا انه لم يوفق في تلك المساعي، حسب ما صرح المتحدث باسمه لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث الذي قال ان اسمه هارون زارغون في مكالمة هاتفية من مكان مجهول ان «الحزب الاسلامي» الذي يتزعمه حكمتيار يحاول ذلك منذ اكثر من عام الا انه لم يحصل على رد من طالبان ويقاتل الحكومة بمعزل عنهم.

واضاف ان حكمتيار «يعارض بشدة» اجراء اية محادثات مع حكومة الرئيس الافغاني كرزاي طالما بقيت القوات الاميركية في افغانستان.

وقال ان الاعلام «اساء فهم» تصريحات حكمتيار هذا الاسبوع التي جاء فيها انه انفصل عن طالبان ومستعد للتفاوض مع كرزاي. واوضح «ما قاله حكمتيار هو انه دعا طالبان الى الانضمام الى الحزب الاسلامي لتشكيل جبهة مشتركة، وحتى الان لم نحصل على رد من طالبان ولا نستطيع انتظار ردهم»، واضاف «لقد جهزنا مجاهدينا، وعندما يكون مقاتلو طالبان مستعدين فبامكانهم الانضمام الينا». واضاف «في الوقت الحالي فان طالبان يخوضون حربهم ونحن نخوض حربنا، وفي بعض المناطق يوجد بيننا تنسيق، ولكن بشكل عام كل يقاتل بشكل منفصل». واوضح المتحدث ان حكمتيار يرغب في ان تضم الجبهة طالبان «وغيرها من الاطراف» من دون الكشف عنها. وحكمتيار (60 عاما) مدرج على قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة لمحاولته زعزعة استقرار افغانستان بشن الهجمات الانتحارية خاصة في شرق البلاد بالقرب من الحدود مع باكستان، ولا يعرف مكان وجوده.