طالبان دعت لابن لادن بطول العمر في عيد ميلاده الـ 50

أشعار وأدعية في مواقع الأصوليين.. وأحدهم يتساءل من يتذكر تاريخ ميلاد بوش؟

TT

أتم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ـ لو كان حيا ـ عامه الخمسين امس، ويدعو له أصدقاؤه في حركة طالبان بطول العمر. وأثار صمت بن لادن الطويل التكهنات بأنه قد يكون توفي، رغم أن الكثيرين في دوائر المخابرات الدولية يرجحون أن مواقع الجماعات الاسلامية كانت ستتناقل هذا الخبر لو حدث.

وقال المتحدث باسم طالبان الملا حياة الله خان لرويترز: «انه حي. أنا واثق مائة بالمائة»، مضيفا أن زعماء كبارا على اتصال بابن لادن، الامر الذي يرسخ الاعتقاد الشائع بأنه يختبئ قرب المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وذكر خان، أن مقاتلي طالبان ابتهلوا من أجل بن لادن، في معسكرات بأفغانستان احتفالا بعيد ميلاده، يوم العاشر من مارس (اذار) 1957 في مدينة جدة السعودية.

وقال خان، خلال مكالمة هاتفية عبر الاقمار الصناعية، من مكان مجهول: «دعونا أن يطيل الله في عمره حتى 200 عاما». وأضاف عندما استيقظنا اليوم صلينا صلاة جماعة من أجله، لانه مجاهد عظيم. وكان أحدث شريط فيديو لابن لادن قد صدر في أواخر عام 2004، أما الشرائط التي ظهرت بعد ذلك فكانت لقطات قديمة. كما صدر نحو ستة شرائط صوتية في النصف الاول من عام 2006.

لكن الصمت الطويل، الذي أعقب ذلك أثار التكهنات بأن بن لادن ليس على ما يرام أو أنه قد توفي، رغم أن الولايات المتحدة تخشى من أن يكون تنظيم القاعدة، الذي يتزعمه يعيد بناء قاعدته في الاراضي القبلية الباكستانية، ويقيم علاقات مع التابعين له في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الاوسط. وامتلأت منتديات الاصوليين ومواقعهم القريبة من القاعدة على الانترنت، بالدعاء لابن لادن بطول العمر، وقال ابو يعقوب في موقع اسلامي، نسأل الله أن يمد شيخنا بخمسين أخرى ولا نكون طماعين، أسأل الله أن يعيش دهرا من الزمان في كنف ربه ويظل بعرشه». وتنافس الاسلاميون في كتابة اشعار في عيد ميلاد ابن لادن في مواقعهم، منها «ماذا فعلت بنا يا أسامة فالكل يرمي علينا سهامه.. وصرنا نلام ومهما فعلنا فبأي عذرٍ نردُ الملامه». وقال اسلاميون في لندن لـ«الشرق الاوسط»، ان زعيم القاعدة حتى وهو غائب منذ اكثر من عامين ما زال يشغل العالم. وتساءل اصولي من لندن: «من يتذكر من اجهزة الاعلام عيد ميلاد الرئيس الاميركي بوش او توني بلير رئيس وزراء بريطانيا؟ وقال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي، مدير مركز المقريزي بلندن لـ«الشرق الاوسط»، سيظل أمير تنظيم قاعدة الجهاد الشيخ أسامة بن لادن مثار اهتمام وسائل الإعلام العالمية وسيظل فارضاً اسمه على الساحة الدولية رغم صمته. فالعالم الآن مشغول بالاحتفال بعيد ميلاده الخمسين، حسب المفهوم الغربي. وأصبح اسم أسامة بن لادن من أكثر الأسماء شهرة في عالم اليوم، ويتحرك العديد من أجهزة استخبارات أقوى الدول ـ وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ـ من أجل الحصول على أي معلومات تساعد في إلقاء القبض عليه.

واضاف السباعي ان تنظيم القاعدة، الذي كان محصوراً في أفغانستان ولم تكن تعرفه إلا جماعات نخبوية من السلفية الجهادية وغيرها، صار الآن تنظمياً معروفا، له أتباع ومتعاطفون في جميع أنحاء العالم، ومنذ عهد قريب لو سألت رجلا بسيطا ماذا تعرف عن تنظيم القاعدة، وما هي أفكاره؟! فلن تجد جواباً!! أما الآن فلو سألت أي رجل في الشارع في الشرق والغرب سيجيبك ببساطة: «تنظيم القاعدة هو الذي يحارب الأميركيين». وسواء كان حيا أم ميتا فان ابن لادن يعد في نظر البعض رمزا لقائد الجهاد الدولي ضد الولايات المتحدة، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 في نيويورك وواشنطن، التي قتل فيها أكثر من ثلاثة الاف شخص.

وقال المتحدث باسم طالبان: «انه الرجل الذي رفع الاصوات ضد التجاوزات التي ترتكب ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم». وكانت قوات تقودها الولايات المتحدة قد أطاحت نظام طالبان في أواخر عام 2001، بعد أن رفض قادتها تسليم بن لادن بعد هجمات القاعدة على الولايات المتحدة. وأدت الهجمات الى بدء أكبر عملية مطاردة في التاريخ، قام فيها 12 ألف جندي أميركي بتمشيط صحراء وجبال أفغانستان على مدى خمسة أعوام. كما رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي الى اعتقال أو موت بن لادن. ويتم جمع المعلومات عن تحركات نائبه المصري أيمن الظواهري بشكل أكثر سهولة.

وضمن اتهامات أميركا الموجهة ضد بن لادن، التآمر على قتل جنود أميركيين كانوا في اليمن في طريقهم إلى الصومال عام 1992. وقيام جماعة الجهاد الإسلامي المصرية بقيادة الظواهري نائب بن لادن، بتفجير السفارة المصرية في باكستان عام 1995، وقتل ما يزيد على 20 مصريا وباكستانيا. وتآمر جماعة بن لادن على تفجير طائرات أميركية في الباسيفيك. وقيام أتباع بن لادن بتفجير مبنى الجنود الأميركيين في الرياض عام 1995. وإصدار إعلان الحرب على الولايات المتحدة عام 1996. وفي فبراير (شباط) 1998 أعلنت الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين التابعة لشبكة بن لادن نيتها مهاجمة الأميركيين وحلفائهم، بمن في ذلك المدنيون في أي مكان في العالم.