حدود كشمير تفرق بين زوجين لمدة 42 عاماً.. على بعد أمتار

TT

أخيراً، تمكن نياز محمد البالغ من العمر 70 عاماً من لقاء زوجته بركات باي، بعد 42 عاما من الفراق سببته الحدود المصطنعة بين الهند وباكستان في اقليم كشمير. وقالت بركات، التي بدت خجولة وتواقة للقاء زوجها: «كان علي أن أنتظر وأراقب كل يوم. كان يعيش على بعد امتار قليلة، لكن تطلب الأمر منا 42 عاما حتى نلتقي. انه يبدو مختلفا تماما».

وكان نياز محمد قد عبر عن طريق الصدفة الى الجانب الباكستاني اثناء حرب عام 1965 بين الهند وباكستان مع ابنته البالغة من العمر اربعة اعوام بينما ترك زوجته مع ابنين وبنت في مكانهما. واستمرت بركات باي في البحث عن زوجها، وبعد ثلاث سنوات، أي في عام 1968، علمت بأنه يعيش في قرية هزارا الباكستانية القريبة من الخط الفاصل بين البلدين في الاقليم. قامت بخمس محاولات مكثفة لعبور الحدود عن طريق النهر، لكن في كل مرة كانت تعتقل من قبل الجنود الهنود، وعندما كانت تنجح في تجنب هؤلاء فان الجنود الباكستانيين هم الذين كانوا يعيدونها الى الأراضي الهندية.

وروى نياز محمد قصته لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً انه في العام الماضي عندما اطلقت الهند وباكستان خدمة نقل بالحافلة، بين راوالكوتي في باكستان وبونتش في الهند، «قدمت طلبا للسماح لي بالعبور، وأخيرا وبعد انتظار ثمانية اشهر، إنني الآن مع زوجتي وأطفالي. لم اكن أحلم قط بلقائهم». وأضاف قائلاً: «طيلة هذه السنوات كنت في قريتي في الجانب الباكستاني أرى بيتي والقرية كلها والناس. كان من المؤلم أنني لم استطع عبور مسافة تتراوح بين خمس الى عشر دقائق بسبب نزاع حدودي أحمق بين البلدين». وتابع نياز الذي وصل الى الجانب الهندي بتصريح إقامة مدته 28 يوما ان «المثير للسخرية أنني أخفقت في التعرف على أطفالي الذين كبروا. والداي وغالبية أشقائي وشقيقاتي قد توفوا، أما من بقي على قيد الحياة فلم استطع التعرف عليهم».

ولا يريد نياز العودة، ولكن القانون لا يسمح له بالبقاء. وبينما كان قد تزوج امرأة ثانية في باكستان فان زوجته الهندية ظلت بدون زواج. وقال نياز مازحاً: «أريد أن أقضي بقية حياتي مع زوجتي التي انتظرتني 42 عاما. القانون لا يسمح لي بأخذها معي الى باكستان ولا يسمح لي بالبقاء لأنني، حسبهم، أعد باكستانياً وهي هندية».

وهناك مئات القصص المشابهة في شطري كشمير المقسمة حيث تلعب الحدود دور الرادع بين العلاقات الإنسانية.