مصافحات.. ومحادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران وسورية

إيران: مؤتمر بغداد اختبار للسياسة الأميركية في العراق

TT

أعلن مسؤول عراقي امس ان اعضاء الوفود الاميركي والايراني والسوري تصافحوا كما تبادلوا الحديث مباشرة اثناء المؤتمر الدولي حول امن العراق في بغداد.

وقال السفير الاميركي لدى العراق امس انه تحدث مع المندوبين الايرانيين بصورة مباشرة وايضا في اطار جماعي اثناء مؤتمر بشأن العراق في بغداد.

ولدى سؤاله عما اذا كان اجرى محادثات مباشرة مع الايرانيين قال السفير الاميركي زلماي خليلزاد في مؤتمر صحافي «تحدثت معهم بصورة مباشرة وفي وجود اخرين». معروف ان خليلزاد الافغاني الاصل يتحدث الفارسية بطلاقة. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في ختام أعمال مؤتمر بغداد الدولي امس بأن المؤتمر شهد تبادل مباشر ومشاورات بين الوفدين الاميركي والايراني. كما حدثت محادثات على هامش المؤتمر بين الوفدين الأميركي والبريطاني مع وفدي سورية وإيران. ووصف زيباري أجواء المؤتمر بأنها كانت إيجابية وتم التوصل إلى نتائج بناءة وإيجابية.

وقال زيباري «الاجتماع كان مهما.. وهذه المهمة لم تتحقق بسهولة.. النتيجة إيجابية ومفيدة والمناقشات كانت بناءة ولم تطرح اية ملفات اخرى غير ملف أمن واستقرار العراق». وأضاف «تم الاتفاق على عقد اجتماع ثان لمتابعة ما تم في هذا المؤتمر». لكنه قال إن العراق سوف يقرر مكان وزمان عقد المؤتمر المقبل. وأشار زيباري إلى ان مؤتمر امس «هو أول مؤتمر يعقد في بغداد وإن حضور هذا العدد رسالة سياسية للحكومة والشعب العراقي حيث جرت مباحثات معمقة وتفصيلية وجادة والحضور لم يكن على مستوى الوزراء لكن على مستوى كبار المستشارين. وكانت المباحثات جادة وأخذ المؤتمر بعد دولي بمشاركة سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن».

وافادت تكهنات ان مبعوثي الدول المتخاصمة قد تغتنم فرصة انعقاد المؤتمر من اجل اجراء محادثات ثنائية حول القضايا الشائكة، وخصوصا البرنامج النووي الايراني. وقال السفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد لمحطة «سي.ان.ان» الاميركية ان الولايات المتحدة قد تجري محادثات ثنائية مع ايران. وقال في مقابلة مع المحطة التلفزيونية الاميركية «اذا اعتبرنا ان لقاء ثنائيا (مع ايران) من شأنه ان يكون مفيدا فسنكون مستعدين لعقد هذا اللقاء..». واضاف «قلنا مرات عدة انه اذا كان هذا الامر مفيدا فنحن مستعدون للجلوس مع الايرانيين والتحدث عن العراق». واوضح «حصلت على الموافقة لهذا الامر قبل عام تقريبا ولكن لم نتمكن من اللقاء إما بسبب جدول زمني غير مناسب.. وإما لأن الايرانيين لم يكونوا مستعدين للمشاركة».

الى ذلك، نقل عن رئيس وفد طهران في المؤتمر قوله ان بلاده ترى أن الاجتماع «اختبار» لما اذا كانت الولايات المتحدة جادة في محاولة حل المشاكل العراقية. ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للانباء عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون القانونية والدولية قوله قبل مغادرة طهران ان الهدف الرئيسي من الاجتماع هو المساعدة على تحسين الامن وجهود المصالحة في العراق الذي يهزه العنف.

وتابع «نتوجه للاجتماع فقط لمساعدة الحكومة العراقية». وقال عراقجي «من وجهة نظرنا هذا الاجتماع اختبار.. لقياس السياسات الاميركية ومعرفة ما اذا كانت أميركا تحاول بحق حل المشاكل بالرغم من أنها ما زالت تبحث عن المغامرات». وتتهم واشنطن إيران وسورية بتأجيج الحرب العراقية بمساندة إما الميليشيات الشيعية أو المسلحين السنة. وتنفي ايران وسورية هذه الاتهامات. ويقول محللون ان قرار ايران حضور الاجتماع يعكس اتجاها أكثر تصالحا في سياستها الخارجية. ولكنهم يقولون أيضا ان ايران ما زالت تشعر بالقلق من امكانية استغلال المسؤولين الاميركيين ذلك لتوبيخ طهران بسبب ما تصفه واشنطن بتدخلها في العراق.

وصرح عراقجي «ننتظر لمعرفة كيف سيتصرف الممثلون الاميركيون ولتقييم الموقف». ولم يذكر عراقجي ما اذا كان قد يجري محادثات مع المسؤولين الاميركيين ولكنه أوضح أن التركيز سيكون على العراق. وتابع «حضورنا لهذا الاجتماع يهدف فقط لمساعدة الحكومة العراقية في مختلف الامور خاصة الامن والاقتصاد».