وزير إسرائيلي يطالب حكومته بالتفاوض حول المبادرة العربية

TT

طالب وزير الإسكان في الحكومة الإسرائيلية مئير شطريت، رئيس الوزراء ايهود أولمرت باتخاذ مبادرة سياسية شجاعة والاعلان عن استعداد اسرائيل للتفاوض مع العالم العربي والمملكة العربية السعودية في مقدمته، حول مبادرة السلام العربية لتحقيق سلام شامل مع الفلسطينيين وسائر العرب.

وقال شطريت، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية الى وفد عن قيادة اللجنة اليهودية الأميركية، انه وأولمرت وعشرات ألوف الإسرائيليين انسحبوا من حزب الليكود في حينه بقيادة رئيس الحزب أرييل شارون وأسسوا «كديما»، بهدف بناء الأمل للشعب في اسرائيل والانعطاف نحو عملية سلام. لكن ما حدث بعد غياب شارون وتولي أولمرت المسؤولية هو ان الأمل يضيع والسلام يبتعد والمحادثات مع الفلسطينيين تصل الى طريق موصود والجمهور يفقد ثقته بهذه القيادة ويعود الى أحضان اليمين. وحذر من ان الاستمرار في هذا النهج سيؤدي الى تفكك «كديما» وانهيار الاستقرار والتدهور بالمنطقة الى كوارث أمنية جديدة.

وكشف شطريت انه حالما قرأ مبادرة السلام العربية، في سنة 2002، عندما كانت تعرف بالمبادرة السعودية التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، عندما كان وليا للعهد، توجه الى رئيس الوزراء آنذاك شارون، واقترح عليه أن يعلن قبوله هذه المبادرة. وقال شطريت: «رأيت في المبادرة أمورا لا يمكن لنا في اسرائيل أن نقبلها، ولكن في الوقت نفسه رأيت ان مضمونها الأساس جيد، وينطوي على فتح تاريخي من شأنه أن يوصلنا الى السلام الشامل مع جميع الدول العربية. لكنه للأسف الشديد لم يتجاوب معي. وعندما تولى أولمرت المسؤولية توجهت اليه أيضا، لكنه رفض الفكرة من اساسها. وقال ان هذه المبادرة ليست واردة في الحساب. فاضطررت الى الخروج برأي مستقل لتأييدها. ولذلك فإنني استغربت كيف يعلن أولمرت في جلسة الحكومة (يوم الأحد الماضي)، انه يرى في المبادرة جوانب ايجابية ويفاوض أبو مازن عليها، ولكن لا بأس في ذلك. فليس من العيب أم يصحح المرء أخطاءه. ولكن عليه أن يصححها فعلا. فلا يكون ما يقوله مجرد ضريبة كلامية».

وتابع شطريت القول ان شروط السلام مع العرب معروفة، فهم يريدون تسوية القضية الفلسطينية على أساس مبدأ دولتين للشعبين، وهذا مقبول لدى اسرائيل. والثمن لهذا السلام معروف أيضا. انسحاب من المناطق الفلسطينية على أساس تبادل الأراضي وايجاد تسوية لقضية اللاجئين. اسرائيل لن تتنازل عن القدس الشرقية ولن تقبل أن يعود اللاجئون الى تخومها، لكنها مستعدة للتنازل عن قضايا أخرى. وأنا أومن بأننا قادرون نحن والعرب، خصوصا إذا تفاوضنا مع الدول المعتدلة بقيادة السعودية، على التوصل الى حلول واقعية تعتمد المنطق ومصالح كل الأطراف. فنحن جميعا نعرف بأن السلام سيتحقق في النهاية وفقا لهذه الشروط، فلماذا ندفع ثمنا باهظا سدى؟

يذكر ان شطريت هو أول من انتقد أولمرت في «كديما»، لكن انتقاداته بدأت على خلفية شخصية عندما نقض أولمرت وعده له ولم يعينه وزيرا للقضاء مكان الوزير المستقيل حايم رامون. ومنذ ذلك الوقت وهو ينتقد سياسته. ولمح إلى انه سينافس أولمرت على رئاسة «كديما» والحكومة. لكن احتمالات فوزه ضعيفة. وعليه فإنه يحاول اقامة تحالفات داخل كديما لاطاحته.

ومع اعلان لجنة فينوغراد الحكومية للتحقيق في اخفاقات الحرب الأخيرة على لبنان، انها ستخرج في الشهر المقبل باستنتاجات شخصية ضد أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس، ورئيس الأركان المستقيل دان حالوتس، بدأ في «كديما» العمل على الاعداد لفترة ما بعد أولمرت. فهم ينتظرون أن يستقيل من منصبه لينتخبوا بديلا له، فإذا لم يكونوا مستعدين بالشكل المناسب، فإن الليكود سيكسب الجولة ويجند الى صفوفه عددا من نواب «كديما» يسقطون الحكومة ويوفرون الأكثرية لرئيس الليكود، بنيامين نتنياهو.

يشار الى ان نتنياهو لا يخفي خطته للوصول الى الحكم بهذه الطريقة. وأعلن في الاسبوع الماضي ان نوابا في «كديما» يبلغون نظراء لهم بالليكود رغبتهم في العودة للحزب الذي تركوه لاحداث التغيير في الحكومة واعادة اليمين الى الحكم.