مصادر في القدس: أولمرت بات متعبا ومزعجا للإدارة الأميركية

يتعامل معها بفظاظة ويتدخل بشكل غير لائق في شؤونها

TT

كشفت مصادر سياسية في القدس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، «بات متعبا ومزعجا للادارة الأميركية، ليس فقط بسبب وضعه الضعيف في اسرائيل فحسب، بل بسبب تعامله الفظ مع الولايات المتحدة وتدخله غير اللائق في شؤونها».

وقالت هذه المصادر، التي اعتمدت على تسريبات يقال انها مقصودة، من السفارة الأميركية في تل أبيب ومن عدة مرافق في الادارة في واشنطن، ان أولمرت لا يتورع عن إسماع انتقادات للسياسة الأميركية في العراق ويسخر من هذه السياسة تجاه ايران ويلمح بأن الادارة الأميركية فقدت تأثيرها في العالم العربي ويهدد مسؤولين أميركيين باللوبي اليهودي. وبلغ الذروة، أول من أمس, حين انتقد السياسة الأميركية بشكل موارب في خطابه الموجه الى مؤتمر المنظمات اليهودية الاميركية، حيث قال: «أنا لا أريد أن أتدخل في السياسة الأميركية الداخلية، فعندي ما يكفي من المتاعب السياسية داخل بلدي. لكنني مضطر الى الاشارة الى ان كل نتيجة للتدخل الأميركي في العراق لا تساعد على تعزيز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة والعالم من شأنها أن تلحق الضرر بقدراتها على مواجهة التحدي الايراني وتمس بشكل مباشر في اسرائيل».

وقال شهود عيان من اسرائيل إن كلمات أولمرت هذه حظيت بالتصفيق في المؤتمر، ولكن عندما استوعبها الحضور بعد دقائق شعروا بأنها تورطه وتورطهم في الولايات المتحدة. ثم بدأت تأتي ردود الفعل من الادارة الأميركية معبرة عن الامتعاض الشديد.

ونقلت مصادر أخرى ان أولمرت أغضب وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، خلال اللقاء الثلاثي الذي عقداه في القدس بحضور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في فبراير (شباط) الماضي. فقد بدأ اللقاء بالصراخ المتبادل بين أولمرت وأبو مازن، لكنه ما لبث أن تحول الى صراخ بينه وبين رايس عندما لفتت نظره الى ضرورة الحفاظ على أجواء ودية. وكان الخلاف قد نشب حول اتفاق مكة المكرمة. فعندما حاولت التخفيف من الهجوم على هذا الاتفاق، قال لها ان ما يعرفه عن سياسة الادارة الأميركية انها تتفق مع ما يقوله هو انه اتفاق سيئ لا ينسجم مع التزامات الفلسطينيين للمجتمع الدولي. فأجابته: «أعتقد أنني أعرف أكثر منك ما هو موقف الادارة الأميركية. فغضب أولمرت وراح يهددها بالقول ان لديه نفوذا في الولايات المتحدة يزيد في بعض الأحيان عن نفوذها هي كوزيرة للخارجية وانه يستطيع أن يريها حقيقة الموقف الأميركي عندما يتم تفعيل هذا النفوذ. فأجابته بأن هذا كلام غير مقبول. وراحا يتراشقان الكلمات بصوت عال. وتشير المصادر الاسرائيلية الى ان تسريب هذا الموقف الأميركي الى الاعلام هو بمثابة بداية موقف أميركي من أولمرت، سيكون له ما بعده، ويذكر بأساليب أميركية سبق أن اتبعت في الماضي ضد رؤساء حكومات اسرائيليين سابقين لم تكن راضية عنهم، مثل اسحق شامير، الذي تم اسقاطه في سنة 1992 وبنيامين نتنياهو الذي اسقط في سنة 1999.