الحريري: إذا كانت سورية بريئة من اغتيال والدي وإسرائيل هي المتهم.. فعليها أن تقبل بالمحكمة الدولية

طالب دمشق بالاعتراف بلبنان «دولة حرة مستقلة»

TT

طالب النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل بالبرلمان اللبناني، سورية، بالاعتراف بلبنان «دولة حرة مستقلة»، وتساءل: إذا كانت سورية ترى أنها بريئة من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، فلماذا لا تقبل بنظام المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في واقعة الاغتيال التي وقعت عام 2005؟ وأكد سعد الحريري الذي كان يتحدث في القاهرة أمس، عقب لقائه، مع الرئيس المصري حسني مبارك، بعد يوم واحد من لقاء مبارك بنائب الرئيس السوري فاروق الشرع بالعاصمة المصرية، تمسكه بمبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية لتحقيق المصالحة بلبنان، وقال: إنه يمد يده للتعاون شريطة التعرف على المطلوب من تعديلات بالنسبة للحكومة أو المحكمة الدولية، وأعرب عن أمله في حل الأزمة اللبنانية قبل انعقاد القمة العربية المقبلة يوم 28 مارس (آذار) بالسعودية. وقال إنه على استعداد لمواصلة الحوار مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، حتى يتم التوصل إلى حل للأزمة اللبنانية. وأعلن الحريري أن «قمة الرياض» وجهت الدعوة لكل من الرئيس اللبناني إميل لحود ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وقال إن هناك مساعي تبذلها كل من مصر والسعودية وإيران لتهدئة الأوضاع على الساحة اللبنانية (بين قوى المعارضة وقوى الموالاة)، وأن هناك ضغوطاً تمارس على كل الأطراف، خاصة على سورية، «حتى نجد حلا للأزمة الراهنة»، مشيراً إلى أن الرئيس مبارك يؤيد قيام المحكمة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وأن «موضوع المحكمة ليس موضوعا للمقايضة بين الأطراف اللبنانية.. ما يجرى حاليا هو التفاوض حول موضوع الحكومة».

وعما إذا كان نظام المحكمة الدولية سيعرض سورية للخطر، قال الحريري إنه «لا يوجد أي شيء في نظام المحكمة يعرض النظام السوري لأي خطر إلا إذا كان أحد ما في النظام السوري قد ارتكب الجريمة.. المحكمةُ ليست سياسية وإنما محكمة ستُعاقب القتلةَ فقط، لذلك هي ضرورية لمعرفة الحقيقة، حتى تطوى صفحة الجرائم في لبنان، ولذلك فإن الرئيس مبارك كان واضحاً في دعمه للمحكمة وللبنان والشعب اللبناني».

وأكد الحريري أنه «إذا كان الجانب السوري يرى نفسه بريئا، وأن إسرائيل هي المتهم، فلماذا لا يقبلون (السوريون) بنظام المحكمة، حتى تتكشف الحقيقة وتُقدم إسرائيل للمحاكمة».

ورداً على سؤال عما هو مطلوب من سورية قال الحريري: «نطلب منها الاعتراف بلبنان دولة حرة مستقلة، ونرفض التدخل من جانب أي دولة». وأضاف: أن هناك الكثير من نقاط الاتفاق مع نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، إلا أنه قال إنه يفضل أن تكون المفاوضات الجارية حاليا «سرية».  وأبدى الحريري تفاؤله تجاه الأزمة اللبنانية وقال إن الحال الآن «أفضل بكثير»، مؤكداً على أهمية الوساطة المصرية والسعودية، وقال إن مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى هي الأساس في جهود تحقيق المصالحة، وقال إنه يمد يده للتعاون من أجل حل الأزمة اللبنانية، بعد التعرف على المطلوب من تعديلات، سواء بالنسبة للحكومة أو بالنسبة للتعديلات الخاصة بالمحكمة. وقال سعد الحريري: الرئيس مبارك يؤيد قيام المحكمة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والجرائم التي وقعت بلبنان لضمان تحقيق العدالة ومعرفة هوية الجناة. وأضاف أنه متفائل بالنسبة للأزمة اللبنانية.. ». وأوضح أن لبنان تعرض خلال العامين الماضيين لعدة جرائم بحق السياسيين والصحافيين والمواطنين.