الولايات المتحدة تتجه لتوسيع سجنيها في العراق

تحسبا لاعتقالات في إطار الخطة الأمنية الجديدة في بغداد

TT

توسع الولايات المتحدة مركزي احتجازها في العراق، تحسبا لان يضيف الهجوم الأمني الجديد في بغداد مئات وربما الآلاف الى السجناء الحاليين البالغ عددهم 17 ألفا، وفقا لما قاله متحدثون في الجيش الأميركي.

ويدير التحالف العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق سجنين كبيرين، هما كامب بوكا في جنوب العراق وكامب كوبر خارج بغداد. ويضم كامب بوكا في الوقت الحالي 13800 من السجناء العراقيين، وفقا لما قاله المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كوماندور في البحرية كليفورد سيغفريد، بينما يضم كامب كوبر 3300 من السجناء العراقيين. ولكن من المتوقع ان يزيد عدد المحتجزين في كوبر الى خمسة آلاف خلال 12 شهرا، وفقا لعقد عسكري لمدة عام خاص بتقديم الطعام للمحتجزين والضباط العراقيين في السجن، ابتداء من يوليو (تموز) المقبل.

وكرر الجنرال ديفيد بيترايوس، القائد الأميركي في العراق، الزيادة المتوقعة في عدد السجناء، عندما ابلغ الصحافيين الأسبوع الماضي، بأن السعي الى زيادة قدرة الولايات المتحدة على الاحتجاز في العراق، كانت سببا لزيادة عدد عناصر الشرطة العسكرية في الجيش الأميركي، البالغ عددهم 2200، كجزء من عملية زيادة القوات العسكرية الأميركية عموما.

ويؤكد عقد كامب كوبر، الذي راجعته «واشنطن بوست»، على زيادة السجناء ويوفر معلومات عن أوضاع السجون الأميركية في العراق، بما في ذلك حظر تكليف موظفين محليين، والتأكيد على تجنب تقديم وجبات الطعام التي تتعارض مع التقاليد المحلية.

ووفقا لعقد الأغذية يمنع العراقيون والشركات العراقية من اعداد وتقديم الطعام للسجناء. ووفقا لما تضمنه العقد فانه لا الحكومة الأميركية ولا الحكومة العراقية «لديها في الوقت الحالي عملية تقييم في اطار تشغيل موظفين عراقيين، بينما يجري ضمان الأمن الكافي».

وبدلا من ذلك يتعين على الشركة المتعاقدة أن تستخدم «مواطنين اجانب من طرف ثالث»، ويجب على هؤلاء ان يعيشوا في مقطورات او خيام توفرها الشركة في قاعدة أميركية قرب الشركة التي تقدم الطعام. وقال سيغفريد ان «سبب هذا هو الحفاظ على أمن الموقع والعاملين»، وبناء على طلب كتيبة شرطة الجيش الأميركي في القاعدة. والحراس العراقيون الموجودون في السجن هم موظفون في وزارة العدل العراقية، التي تقوم هي بتقييمهم. ومع ذلك فانه بينما يعمل الحراس في مركز احتجاز كامب كوبر، يجب عليهم ان يتماثلوا مع الجنود الاميركيين وترافقهم وحدات اميركية عند الذهاب الى العمل والاياب منه، ويسكنون في مجمع تحرسه القوات الأميركية.

غير أن الحراس يتلقون بعض المزايا. فوجباتهم في القاعدة تتضمن خيارا اوسع من الأطعمة و«ستتألف من كمية اكبر بنسبة 25 في المائة» بالمقارنة بوجبات السجناء، وفقا للعقد.

وينص العقد على أنه يجب شراء كل الأطعمة المستهلكة في كامب كوبر من خارج العراق، ونقلها الى البلد، اما من جانب القوات الأميركية او القوات العراقية. ويعود سبب ذلك الى ان بائعي الأغذية يجب ان يجري تفتيشهم من جانب مسؤولين أميركيين، في الوقت الحالي لا توجد مصادر لعقود الأغذية مصادق عليها من جانب الحكومة العراقية، وفقا لما قاله سيغفريد.

ويطلب عقد كامب كوبر من الشركة المتعاقدة، ان تقدم ثلاث وجبات يوميا لما يصل الى 15 الف سجين و600 من العاملين العراقيين، ممن لا يزال بعضهم في مرحلة التدريب. ويجب اعداد وجبات السجناء باستخدام «طاه ذي خبرة ويتمتع بثقافة عراقية». وبالنسبة للسجناء فان ملعقة الأكل المستخدمة هي من النوع الذي يرمى بعد الاستخدام. ونتيجة لذلك فان كل اللحم والسمك والدجاج المقدم يجب ان تزال عظامه، وفقا للعقد.

* خدمة «واشنطن بوست»

* خاص بـ «الشرق الأوسط»