واشنطن : جدل حول تمويل المنظمات الإسلامية الأميركية

مدير «كير» لـ «الشرق الاوسط»: نحن منظمة أميركية مائة في المائة.. ورجال الـ«إف بي آي» هم من يشيدون بجهودنا

TT

يدور جدل خلف الكواليس في واشنطن حول المجموعة المعروفة باسم «كير» CAIR، وهي الأحرف الأولى من اسم المجموعة باللغة الانجليزية Council on American - Islamic Relations، ومصادر تمويلها ودوافعها. وكان بعض الأشخاص قد بذلوا جهدا حثيثا لربط المجموعة بحركة حماس وحزب الله، وهما من المجموعات التي أدرجتها وزارة الخارجية الاميركية في قائمة المنظمات الارهابية، إلا ان جهود هؤلاء انتهت بالفشل، كما وصفت مجموعة «كير» بأنها واجهة لكل من حماس وحزب الله.

وفي آخر مواجهة يوم امس الاول عقدت مجموعة «كير» حلقة نقاش حول الاسلام والغرب في قاعة اجتماعات في كابيتول هيل على الرغم من مطالبة الأعضاء الجمهوريين رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بعدم السماح لإجراء هذا النقاش داخل مبنى الكونغرس. ووصف النواب الجمهوريون أعضاء «كير» بأنهم يبررون الارهاب.

وكانت عضو مجلس النواب باربرا بوكسار قد اصدرت «شهادة تقدير» روتينية لممثل المجموعة في ساكرامنتو (ولاية كاليفورنيا)، لكنها سرعان ما تراجعت عنها عقب نشر معارضين على هذه الخطوة صورتها على شبكة الانترنت تحت عنوان يعني ضمنا إنها مؤيدة لمجموعة لها صلة بمنظمات مدرجة على قائمة المنظمات الارهابية. وفي وقت لاحق قالت باربرا بوكسار في معرض حديثها عن إلغاء إصدار شهادة التقدير لممثل مجموعة «كير» في ساكرامنتو ان هناك اشياء لا تريد ان يصبح اسمها مرتبطا بها، وأوضحت ان مكتبها في كاليفورنيا لم يجر تدقيقا كافيا حول مجموعة «كير». وتقول مجموعة «كير» ومؤيدوها ان الاشخاص الذين يوجهون اليها مثل هذه الاتهامات مجموعة محدودة من الأفراد الذين يكرهون المسلمين ويتعاملون معتمدين على أنصاف الحقائق. وأثار قرار باربرا بوكسار بإلغاء شهادة التقدير المذكورة احتجاجا قويا من منظمات مؤيدة لمجموعة «كير» من ضمنها «الاتحاد الاميركي للحريات المدنية» و«مجلس كاليفورنيا للكنائس». إذ قالت مايا هاريس، المديرة التنفيذية لـ«الاتحاد الاميركي للحريات المدنية» بشمال كاليفورنيا، ان «كير» ظلت منظمة بارزة مؤيدة للحقوق والحريات المدنية في مواجهة الخوف والتعصب والاستهداف على اساس الانتماء الديني والإثني.

الى ذلك قال الدكتور نهاد عوض المدير العام لمؤسسة «كير» في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» امس «ان من يقرأ التقرير بعناية يجد ان المباحث الاميركية (إف بي آي) تدافع عن كير» في الاتهامات التي تشبه ما اثير ابان الحقبة المكارثية في تاريخ الولايات المتحدة، والتي تعني اتهام مؤسسات واشخاص بدون ادلة او اسباب او مبررات، وكانت اشبه بحملة مسعورة في فترة الخمسينيات، وهي فترة مخجلة في تاريخ اميركا بحسب اغلب المراقبين. واكد الدكتور عوض ان «كير» لا تربطها أي صلة بأي جهة خارج الاراضي الاميركية، مشيرا الى ان «كير هي مؤسسة اميركية مائة في المائة». وقال «ان كبار المسؤولين في المباحث الاميركية اصدروا بيانا في نوفمبر (تشرين الاول) الماضي اشادوا فيه بجهود كير ضمن العمل العام لخدمة قضايا المسلمين». وقال ان احد المتحدثين الرسميين في الحفل السنوي لـ«كير» شهر نوفمبر الماضي كان الرجل الثاني في المباحث الاميركية. واوضح عوض ان واضعي التقرير هم اقلية لا يستندون إلى ادلة، واعتبر التقرير ردة فعل لزيادة نفوذ «كير» في خدمة قضايا المسلمين داخل وخارج اميركا في توضيح صورة الاسلام، والدفاع عن قضايا المسلمين. واشار الى مجموعة متزايدة من اعضاء الكونغرس تخطب ود «كير». وقال في الوقت الذي تخرج فيه هذه الانتقادات كانت هناك بالامس ندوة تحت قبة الكونغرس اشادت بحسن العلاقات الاسلامية الاميركية، وصورة الولايات المتحدة في العالم، والدور المفصلي الذي يلعبه المسلمون في الولايات المتحدة. واعتبر الدكتور عوض ان «حملة الانتقادات ضد كير نتيجتها ايضا زيادة نفوذها ضد الجماعات الموالية لاسرائيل وظهورها كقوة مؤثرة على الساحة الاميركية يؤيدنا في ذلك عشرات من رسائل التأييد من نواب الكونغرس». الا انه اكد ايضا على شبه اجماع اكثر من مسؤول اميركي على رسالة «كير» المعتدلة والسلمية.