غيب الموت أمس محمد المجدوب أحد أبرز المسؤولين الليبيين المقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي ومنسق عام مكتب الاتصال باللجان الثورية التي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري المعمول به في ليبيا منذ عام 1977. وقالت مصادر ليبية إن المجدوب الذي توفي أول من أمس في أحد مستشفيات ألمانيا، بعد رحلة معاناة طويلة مع مرض السرطان، شيعت جنازته أمس في مدينة سرت الليبية، بحضور عدد محدود من مسؤولي الدولة الليبية. وخلافا لما كان متوقعا خلت وسائل الإعلام الليبية الرسمية التي تهيمن عليها حركة اللجان الثورية أمس من أي إشارة إلى وفاة المجدوب أو تفاصيل تشييع جثمانه عدا التلفزيون الرسمي الذي اذاع مساء امس خبرا مقتضبا عن وفاته. ويعتبر المجدوب المسؤول الأول عن حركة اللجان الثورية وأحد رجال الخيمة، وهو تعبير يقصد به الإشارة إلى أبرز المقربين من العقيد معمر القذافي. ويتزامن رحيل المجدوب مع إجراء التيار الاصلاحي الذي يقوده المهندس سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي، حركة تغييرات في اللجان الثورية تم بمقتضاها إقصاء عدد من الحرس القديم وإبعادهم عن مواقع اتخاذ القرار داخل الحركة.
وطبقا للموقع الالكتروني الرسمي لحركة اللجان الثورية على شبكة الانترنت فإن لديها سبع مهام محددة من أبرزها تحريض الجماهير على تفجير الثورة الشعبية وتمكينها من الاستيلاء على السلطة والثروة والسلاح، بالإضافة إلى تحريض الجماهير على ممارسة السلطة وترسيخ ما يسمى بسلطة الشعب. كما تمارس الحركة الرقابة الثورية لكشف الممارسات التي تقوم بها العناصر المعادية للثورة والتي تتعارض مصالحها الخاصة مع مصالح الجماهير، كما أنها المسؤولة عن الإدارة الشعبية وعن تنفيذ قرارات المؤتمرات الشعبية، فضلا عن حماية الثورة والدفاع عنها والدعاية لها. وتولى المجدوب رئاسة حركة اللجان الثورية منذ تأسيسها في منتصف السبعينات من القرن الماضي، ويتهمه معارضون للنظام الليبي بأنه مسؤول عن اعتقال عدد من المثقفين والكتاب المناوئين لحكم ابن عمه العقيد القذافي.