نظارة بالموجات الصوتية لمساعدة المكفوفين.. ونظام للرؤية بواسطة اللسان

TT

طور العلماء الألمان نظارة تعمل بالموجات فوق الصوتية، لمساعدة المكفوفين في التكّيف مع بيئتهم. وذكر الباحث كليمنس يورغنز، من عيادة العيون في جامعة غرايسفالد (شرق)، أن النظام يقلد الوطاويط في التعرف على الأجسام والأشياء المحيطة بها. ومعروف أن الوطاويط لا ترى، وإنما تتعرف على محيطها وطرق طيرانها بواسطة نظام دماغي يعمل كالرادار. وتستخدم طيور الليل الموجات فوق الصوتية، التي تنعكس عن الأشياء المحيطة بها، لتقدير مواقع وحجوم وبعد هذه الأشياء عنها.

وتحتوي النظارة السوداء على مرسل صغير يرسل الموجات فوق الصوتية، وتتولى مرآة من نوع القطع المكافئ تكبيرها. وتستلم النظارة الأشعة الصوتية المنعكسة عن الأشياء وتحولها إلى صوت ناعم في اذن الكفيف. ويزداد الصوت قوة كلما اقترب الكفيف من الأشياء، مثل الجدران والأرصفة والحفر... الخ. والنظام في هذه الحالة يشبه نظام التحذير، الذي تستخدمه السيارات الحديثة عند رصف السيارة في المرآب.

وقال يورغنز ان النموذج الأولي من «نظارة التعرف على المحيط بواسطة الموجات فوق الصوتية»، سيعرض في المعرض الدولي للكومبيوتر في هانوفر 15-21 مارس «اذار» الحالي. وأكد الباحث أن المتطوعين الذين جربوا النظارة في مختبرات عيادة غرايفزفالد عبروا عن ارتياحهم للمساعدة التي يوفرها لهم النظام. وتوفر النظارة للكفيف إمكانية تحسين حياته نوعيا، والتخلص من ضرورات استخدام الحيوانات أو مرافقة الإنسان.

وكان يورغنز وزميله ريكو غروسوهان قد حازا جائزة ريتشار ميرتنز السنوية عام 2006 لقاء اختراعهما الجديد للمعانين من صعوبة الرؤية، بسبب ارتفاع ضغط العين. وطور الباحثان طريقة لقياس ضغط العين، من قبل المريض، في البيت وإرساله بواسطة الهاتف الجوال أو الانترنت إلى المستشفى أو إلى عيادة الطبيب المعالج. وتعتبر جائزة ميرتنز من الجوائز العلمية المهمة، التي توزعها جامعة بوتسدام (شرق) لأفضل الاختراعات في المجال الطبي.

واستعرض علماء معهدي ماكس بلانك وفرتز هابر في العاصمة برلين كاميرا عالية الحساسية، يفترض أن تعين المكفوفين مستقبلا على قراءة النصوص.

ويتألف نظام تحويل النصوص المكتوبة إلى أخرى منطوقة من كاميرا حساسة وكومبيوتر صغير (منمنم) يمكن تركيبهما مستقبلا على الأذن كالنظارة. ويفترض أن تتولى الكاميرا قراءة النصوص كالماسح الإلكتروني، ليتولى الكومبيوتر تحويلها إلى كلام منطوق بصوت رخيم. يعمل العلماء حاليا على تطوير وتصغير النظام إلى أقصى حد لتقليل وزن النظارة، كما يعملون على زيادة حساسيتها ومداها كي تعين المكفوفين على قراءة الأهداف البعيدة، مثل يافطات المرور وأسماء المحلات والشوارع.

من ناحيته، يعمل فريق من العلماء الدوليين في مونتريال في كندا على تزويد ألسنة المكفوفين بذائقة خاصة لرؤية الأشياء. وطور الباحث موريس بتيتو من جامعة مونتريال جهازا، يأخذ دور العين، يلتقط الصور بكثافة نقطية مناسبة ويرسلها إلى الدماغ عبر اللسان. وذكرت جامعة مونتريال أن على الكفيف أن يضع الجهاز المصغر على اللسان ويضغطه قليلا على سقف الفم الداخلي. يستخدم الجهاز اللعاب وسيطا لتمرير التيار الكهرباء الصغير عبر اللسان إلى منطقة صغيرة في غلاف الدماغ. قال بتيتو إن الجهاز يستخدم حاسة محل حاسة أخرى وأطلق عليه اسم «نظارة اللسان».