القائد الأميركي الجديد يعول على شيخ عشيرة بالأنبار لمساعدته في إنقاذ العراق

الشيخ عبد الستار البو ريشة مرحبا بحرارة بالجنرال بترايوس: لقد سمعت عنك كثيرا

TT

الرمادي ـ أ.ف.ب: حيا القائد العسكري الاميركي وشيخ العشيرة العربية في محافظة الأنبار اول من امس أحدهما الاخر بحرارة تفوق الوصف وكأن اللقاء المفاجئ بينهما سيساعد على تخليص العراق من مشاكله.

قد تختلف الاسباب ربما، لكن الجنرال ديفيد بترايوس قائد قوات التحالف والشيخ عبد الستار البو ريشة، احد اعيان العشيرة التي تحمل الاسم ذاته، يعلقان آمالا كبيرة على وقف سريع للمعارك في البلاد. بترايوس هو القائد الجديد للجيش الاميركي وهو متمرس في مواجهة حركات التمرد كما انه منهمك حاليا بكبح جماح الحرب الطائفية من خلال زيادة عديد الجنود، في حين يمثل البو ريشة تحالفا عشائريا متناميا تعهد محاربة المقاتلين التابعين لتنظيم القاعدة.

وقال عبد الستار مخاطبا الجنرال بترايوس لدى لقائهما خارج مكان اجتماع عقده رئيس الوزراء نوري المالكي مع قادة محافظة الانبار المضطربة (غرب) «لقد سمعت عنك كثيرا». فرد الجنرال قائلا «انا كذلك سمعت كثيرا من الامور عنك»، مضيفا «انك تحقق احد ابرز التطورات منذ وصولي الى العراق».

لكن بترايوس لديه الكثير من الاهتمامات في جعبته اهم من الصراع الدائر في الانبار، وخصوصا الصراع الطائفي الذي يمزق بغداد بالإضافة الى عملية تدريب قوات الامن العراقية. ويرى القادة الاميركيون ان الامور تسير في الطريق الصحيح في محافظة الانبار التي تعتبر معقل التمرد وما تزال من المناطق الساخنة. الا ان العديد يعتقدون بحدوث نقطة تحول كبيرة في المحافظة. وقال البو ريشة «سنقضي على الإرهابيين، وحينما نهزمهم هنا، نستطيع الذهاب معكم للقضاء عليهم في افغانستان».

ومنذ سبتمبر (ايلول) الماضي، قطع مجلس «صحوة الانبار» أشواطا كبيرة في محاربة القاعدة في المنطقة السنة التي كانت تعتبر ملاذا آمنا للمسلحين بينما كان الجيش الاميركي والقوات العراقية لا يعتمدان على مساعدة يقدمها السكان. وقد باشر مسحلون من العشائر بحماية الاحياء والتبليغ عن وجود غرباء، وقام الشيوخ بتجنيد الشباب العاطلين عن العمل في الشرطة لمواجهة تنظيم القاعدة.

ويبدو ان الشيخ عبد الستار بدأ اعتبارا من الثلاثاء تحويل سمعته الجيدة لدى الحكومة والأميركيين وشيوخ العشائر الى استثمار سياسي يصب في عودة الحياة الى الانبار. وهذا الامر بحد ذاته قد يتضمن أخطارا وربما يجره الى نزاع مع المحافظ الحالي سامي مامون رشيد والحزب الاسلامي الذي يسيطر على مجلس المحافظة.

لكن الاعتقاد السائد يشير الى ان قبول العرب السنة في غرب العراق حقيقة الواقع السياسي الجديد في البلاد لا بد ان يؤدي الى تمثيل اوسع لهم في العاصمة. ويمكن للشيخ عبد الستار او اي شخص اخر يتمتع بالمزايا ذاتها ان يكون احد القادة الموثوقين للعرب السنة والمهيئين للعمل مع بغداد والولايات المتحدة، الامر الذي يعتبره البعض املا مستقبلا لعراق موحد. وقال بترايوس لحليفه «نحن نحترم كثيرا ما تفعله هنا».

بالطبع، لا يمكن للرجلين فقط وقف الفوضى في البلاد. لكن اثناء الحديث بين بترايوس وعبد الستار وقوفا امام وسائل الاعلام، وصل رئيس الوزراء نوري المالكي خارجا من مكان الاجتماع وهو يبتسم فصار هناك ثلاثة رجال أميركي وسني وشيعي لديهم مهام كبيرة تنتظرهم.