ساركوزي: سأفرض عقوبات أحادية على السودان إذا انتخبت رئيسا

شيراك: مرتكبو الجرائم في دارفور لن يفلتوا من العقاب

TT

هدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك السودان بعقوبات في اطار اكبر تحرك من اجل دارفور ينظم في باريس، شهد ايضا تعهد المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية بالعمل على وقف المجازر في الاقليم السوداني المضطرب. و اكد المرشح اليميني الأوفر حظا للفوز في الانتخابات وزير الداخلية نيكولا ساركوزي في رسالة تليت باسمه، انه في حال انتخابه سيفرض عقوبات احادية الجانب من قبل فرنسا على السودان.

وقال شيراك في رسالة تلاها الفيلسوف برنار هنري ليفي أثناء تجمع دعت اليه منظمة «اورجانس دارفور» غير الحكومية مساء اول امس «بصراحة: اذا استمرت التجاوزات وإذا لم يحترم التعهد، فلن يكون امام مجلس الامن خيار آخر غير تبني عقوبات ونحن الان نعمل في سبيل هذه العقوبات».

وأكد الرئيس الفرنسي الذي ينهي قريبا ولايته الاخيرة انه لن يكون بعد الان «افلات من العقاب» لمرتكبي «الجرائم ضد الانسانية» وانه «يجب القيام بكل شيء حتى تتمكن قوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي من الانتشار في دارفور».

وقال شيراك «من المهم جدا ان يعرف مرتكبو التجاوزات انهم لن يستطيعوا الافلات من العقاب». لكنه اكد ان «فرنسا لن تتخلى عن جهودها الدبلوماسية، لكنها لن تكتفي بالأقوال».

من جهته اكد المرشح اليميني الاوفر حظا للفوز في الانتخابات، وزير الداخلية نيكولا ساركوزي في رسالة تليت باسمه، انه في حال انتخابه سيفرض عقوبات احادية الجانب من قبل فرنسا على السودان.

وكتب ساركوزي في رسالته التي تلتها احدى مساعداته نيكول غودج «على السودان ان يعرف ان صبرنا بلغ نهايته»، مؤكدا «اذا انتخبت، فان فرنسا ستتبنى من جانب واحد هذه التدابير وستشجع شركاءها الاوروبيين على سلوك هذه الطريق».

وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي تعرض لانتقادات عديدة مساء الثلاثاء بسبب «عدم تحرك» فرنسا «اذا لم يكن هناك اتفاق سياسي بين مختلف مجموعات المتمردين والحكومة السودانية، فان اي تدخل عسكري يحل مكان اتفاق سياسي سيكون مصيره الفشل التام».

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية الى ان المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا بايرو (وسط) وسيغولين روايال (اشتراكية) اللذين كانا حاضرين مساء الثلاثاء في التجمع ممارسة الضغوط على الصين من خلال التهديد بمقاطعة الألعاب الاولمبية التي ستجرى في بكين في 2008.

واعتبر بايرو انه «لا يوجد امر اسهل من وقف المأساة» في دارفور، مشيرا خصوصا الى اقامة ممرات انسانية ومراقبة جوية لهذه المنطقة الواقعة غرب السودان. وأضاف بايرو الذي ذكر أنه زار المنطقة قبل سنتين، ان بكين تعوق فرض عقوبات او اصدار قرارات ملزمة بحق السودان.

وقالت روايال من ناحيتها وسط تصفيق حاد ان «الصينيين كما قيل لنا سيعارضون اي عقوبات» تفرض على السودان، مضيفة انه «الوقت المناسب لممارسة الضغوط قبل الألعاب الاولمبية في بكين».

وأضافت ان «إبادة تجري امام عيوننا وسط صمت مطبق، وكما هو الأمر بالنسبة لرواندا فان الصمت هو شكل من اشكال التواطؤ».

وقد وقع المرشحون الثلاثة على «وثيقة تعهد من اجل دارفور» من ثماني نقاط وقعتها ايضا مرشحتان اخريان الى الانتخابات الرئاسية هما دومينيك فوانيه (الخضر) وماري جورج بوفيه (شيوعية).

من جهة اخرى وصفت الولايات المتحدة الرئيس السوداني عمر حسن البشير بأنه «مضلل» بعد أن نفى تورط حكومته في انتهاكات واسعة لحقوق الانسان في دارفور.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، شون ماكورماك حينما سئل أن يعقب على حديث أدلى به البشير لشبكة تلفزيون اميركية «انه لا يمت بصلة للواقع».

وفي المقابلة التي اجرتها محطة تلفزيون ان.بي.سي نيوز في الخرطوم عرضت على البشير صورة لخريطة من وزارة الخارجية الاميركية تبين قرى أحرقت في دارفور، فوصفها بأنها «تلفيق». ونفى ايضا جرائم الاغتصاب في دارفور. وقال البشير «نعم هناك قرى أحرقت لكن ليس الى المدى الذين تتحدثون عنه». وأضاف قوله «الناس يقتلون لان هناك حربا. وليس من ثقافة السودانيين او شعب دارفور الاغتصاب. انه لا يوجد. ليس عندنا هذا الامر».

وشبه الرئيس السوداني الصورة بصور عرضها وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة قبل بدء حرب العراق بوصفها دليلا على وجود اسلحة للدمار الشامل في العراق. ولم يعثر على مثل هذه الأسلحة حتى الان بعد مرور اربعة اعوام على بدء الحرب.

ونقلت رويترز عن ماكورماك قوله ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس زارت مخيما للمشردين في دارفور وسمعت بنفسها روايات عن حوادث اغتصاب ومعاملة وحشية. وأضاف ماكورماك قوله «لقد جلست رايس مع نساء روين قصصا مروعة عن تعرضهن لمعاملة وحشية لمجرد خروجهن لجمع الحطب لا لشيء الا من أجل المحافظة على الضرورات الاساسية للمعيشة وهي طهي الطعام لأطفالهن».

ومضى يقول «وعليه فانه أمر واقعي تماما فلقد شهدناه وسمعنا روايات مباشرة عنه ومحاولة تنحيته جانبا ووصفه بأنه تلفيقات من الولايات المتحدة او غيرها، يظهر في الواقع انه حقا مضلل».

وقال ماكورماك «لن يقف العالم مكتوف الايدي ليشاهد استمرار المعاناة الانسانية لان الحكومة السودانية رفضت التعاون مع نشر قوة موسعة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة». وتابع «لقد وصلنا الى نقطة يتعين فيها علينا النظر جيدا في ما قد نستخدمه من وسائل الضغط التي تحت تصرفنا من أجل اقناع الحكومة السودانية بتغيير موقفها».