مقتل 20 شخصا بينهم 7 جنود في اشتباكات دامية بمقديشو

سحل جثث الجنود الإثيوبيين والحكوميين في الشوارع

TT

قتل ما لا يقل عن 20 شخصا بينهم 7 جنود وأصيب أكثر من 60 آخرين بجراح في اشتباكات دامية في مقديشو امس بين القوات الاثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية من جهة وبين مسلحين مجهولين من جهة أخرى.

وبدأت المعارك التي تعتبر الأعنف بين القوات الإثيوبية والقوات الحكومية من جهة والمسلحين المجهولين من جهة أخرى، عقب انتشار القوات الإثيوبية والحكومية في الأحياء الغربية من العاصمة، مما أدى الى اندلاع مواجهات بينها وبين مسلحين في المنطقة.

واتسعت رقعة مناطق القتال بين الطرفين، وامتدت الاشتباكات الى وسط العاصمة واستخدمت فيها المدافع الثقيلة وقذائف الهاون، مما أدى الى سقوط القذائف الطائشة في مناطق بعيدة عن مناطق القتال سقط بسببها عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين.

وقامت جموع غاضبة من سكان العاصمة بسحل جثث الجنود الحكوميين والإثيوبيين الذين قتلوا في الاشتباكات، وجالوا بها في أحياء العاصمة في حادثة أعادت الى الاذهان سحل الجنود الأميركيين إبان التدخل الدولي في الصومال بداية التسعينات، كما تم حرق جثة جندي اثيوبي قتل في الاشتباكات. وشلت اشتباكات امس الحياة في مقديشو حيث توقفت معظم خطوط المواصلات العامة وأغلقت المدارس بسببها. كما اغلقت الأسواق والمحال التجارية أبوابها جراء هذه المعارك، فيما بدأت مئات العائلات الفرار من منازلها خوفا من وقوعها في مرمى النيران.

وكان زعماء قبليون في العاصمة قد اتهموا الحكومة بأنها تستهدف قبيلة معينة في الخطة الأمنية التي أعلنتها الحكومة قبل أسبوع لإخلاء العاصمة من المسلحين، وقال أحمد ديرية، المتحدث باسم قبيلة «الهويا»، ان الحكومة تريد من خلال هذه الخطة نزع سلاح قبيلته في الوقت الذي تحتفظ فيه القبائل الأخرى بسلاحها ولم يتم نزعه منها.

ويرى المراقبون أن هناك مخاوف متزايدة من أن تأخذ هذه الاشتباكات طابعا قبليا قد يؤدي الى تجدد النزاعات القديمة بين القبائل الصومالية، والتي يعود تاريخها الي بداية التسعينات. ومن شأن هذه التعقيدات القبلية أن تؤثر على مستقبل الحكومة الصومالية وأيضا على عملية حفظ السلام الأفريقية التي أقرها الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي. وفي تطور آخر، اندلعت الاشتباكات مجددا بين القوات الإثيوبية والحكومية من جهة وبين المسلحين الصوماليين في منطقة «عيل عرفيد» بشمال شرقي العاصمة ودارت الاشتباكات حول معسكر للقوات الإثيوبية في المنطقة، وشوهد عناصر الجماعات المسلحة الملثمون، وهم يجوبون الشوارع في المناطق الغربية والشمالية من العاصمة مقديشو.

وأعلنت جماعة تطلق على نفسها «كتائب التوحيد والجهاد في الصومال»، أنها خاضت حربا ضد ما تصفه بالقوات الغازية في الصومال، وأنها ألحقت خسائر في صفوف القوات الإثيوبية ونشرت هذه الجماعة في موقع تابع لها على الانترنت، صور الجنود الإثيوبيين والحكوميين، وهم يُسحلون في شوارع مقديشو. ولم يصدر تعليق سواء من الحكومة الانتقالية أو القوات الإثيوبية على هذه التطورات الحربية. لكن المتحدث باسم قوات حفظ السلام الأفريقية الموجودة في الصومال بادي أنكوندا قال إن قوات حفظ السلام الأفريقية لم تشارك في الحرب التي دارت رحاها امس في العاصمة.