صالح المطلك لـ«الشرق الأوسط»: شكلنا جبهة إنقاذ وطني من 32 حزبا وحركة

رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني اعتبر أن الحكومة الحالية غير قادرة على إيجاد حل

TT

عبر الدكتور صالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني، التي لها 11 مقعدا في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، عن عدم قناعته «بأن الحكومة الحالية قادرة على ان تقود العراق الى الاستقرار والتنمية»، وطالب بإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة الطائفية، وان «لا يكون للاحزاب الدينية موقع فيها».

وقال المطلك في حديث لـ«الشرق الاوسط»، عبر الهاتف من مقر جبهته في بغداد أمس، ان «الادارة الاميركية مقتنعة او مراهنة على الخطة الامنية الجديدة، وتعتبرها الخيار الاخير، سواء نجحت ام لم تنجح وانها ستقود الى انسحابهم من العراق ولا يريدون ان يفكروا بأي بديل آخر».

وعبر المطلك عن اعتقاده بان «النجاح الذي يتحقق من خلال الخطة الامنية (التي اطلقها رئيس الحكومة نوري المالكي تحت تسمية خطة فرض القانون) انما هي نجاحات وهمية ومرحلية ما لم يصاحبها مشروع سياسي، يعطي الامل للمهمشين بانه ما زال لهم مستقبل في العراق ويعطي الامل للعوائل المهجرة بالعودة الى ديارها».

واضاف رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني، ان «هذا المشروع السياسي غائب والادارة الاميركية راهنت على الخطة الامنية، التي أدت بالفعل الى انخفاض العنف في بغداد، وسبب ذلك هو الوجود الكبير وغير الطبيعي للقوات الاميركية والعراقية ونشر المزيد من الحواجز في بغداد وحجر العراقيين في بيوتهم».

واكد المطلك «نحن لا نعتقد ان هذه القوات سوف توجد لفترة طويلة ولا بغداد تتحمل وجودا مثل هذا ووضعا شاذا مثل هذا، وبالتالي لا بد من وجود مشروع سياسي لحل الاشكالات القائمة، وبعكس ذلك لن يكون هناك نجاح منطقي للوضع العراقي الراهن».

ويطالب المطلك، الذي اختار ان يكون في جانب المعارضة، ولم يشارك في الحكومة الحالية بـ«مشروع حكومة تكنوقراط ليبرالية وطنية غير علمانية، يتقلص فيها دور الاحزاب الدينية لاكبر قدر ممكن، ترافقها تعديلات دستورية تضمن تغيير الفقرات، التي يقع عليها الخلاف بين الكتل السياسية المختلفة وان يتم انصاف ضباط الجيش في القوات المسلحة والشرطة العراقية».

وكشف رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني عن تشكيل ما يسمى «جبهة الانقاذ الوطني»، مشيرا الى «انضمام 32 حركة وحزبا من داخل وخارج العملية السياسية»، الى هذه الجبهة التي قال انها «تضم اكرادا وعربا وشيعة وسنة وتركمانا ومسيحيين». وقال ان هذه الجبهة «بعيدة عن الطائفية وليبرالية تؤمن بوحدة العراق وضد أي تقسيم طائفي، وهذا هو البديل السياسي الحقيقي للاوضاع الراهنة».

ويخشى المطلك من ان «ظهور مثل هذه الجبهة يتعارض مع المشروع الاميركي القائم على تبني الخطة الامنية الجديدة والحكومة الحالية»، وقال ان «مقترحات جبهة الانقاذ الوطني تتلخص باجراء انتخابات مبكرة، والقيام باستفتاء عن الاوضاع المتأزمة، والدعوة الى مؤتمر دولي لرسم سياسة جديدة في العراق». وقال المطلك «انا مقتنع بأن الحكومة الحالية لا يمكن ان تقود العراق الى الاستقرار والتنمية، ونحن بحاجة الى التغيير وسيعرف الجميع، وبضمنهم الادارة الاميركية، بعد فترة أن الحل السياسي الذي نتبناه هو الامثل، وان ما يجري اليوم هو ليس في مصلحة الحاكم ولا المحكومين، خاصة عندما يعرف الحكام انهم لا يقدمون شيئا لشعبهم».

وحول خروج بعض الاحزاب من الائتلاف العراقي الموحد (الشيعي)، قال المطلك «تهشم الائتلاف ظاهرة ايجابية وبداية جيدة نأمل في ان تتبعها خطوة من التوافق العراقي تؤدي الى تفككه».

وعبر رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني عن تطلعه الى القمة العربية، التي ستعقد نهاية الشهر الحالي، وقال «نحن اليوم نتطلع الى مؤتمر القمة العربية، الذي سيعقد في الرياض، ونريد لدول الاقليم، الدول العربية خاصة وتركيا، ان تلعب دورا مهما للضغط على دول العالم لايجاد مخرج للوضع السياسي في العراق، وان يعيدوا العراق الى دوره العربي والدولي المؤثر».