موسى وديفيد وولش ينفيان وجود طلب أميركي لتعديل المبادرة العربية للسلام

قبل أيام من انعقاد «قمة الرياض».. مباحثات مكثفة بين أطراف عربية وغربية

TT

قبل أيام من انعقاد «قمة الرياض» في المملكة العربية السعودية، استمرت لقاءات ومباحثات في مصر بين أطراف عربية وغربية، للتشاور حول التطورات بالمنطقة، خاصة في العراق وفلسطين ولبنان. وقبل لقاء مرتقب لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، والرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والأردن)، يوم السبت المقبل بمدينة أسوان المصرية، أكد كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد وولش، أن الولايات المتحدة لم تتقدم لـ«قمة الرياض» بأية مطالب بشأن تعديل مبادرة السلام العربية، أو عن الوضع في العراق، لكنه أعرب عن أمله في أن يوفر «اجتماع أسوان» الأرضية الملائمة لاستئناف التحرك في عملية السلام. وبينما طالبت الجامعة العربية، الدول الأوروبية برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، قال «وولش« إن خطاب «هذه الحكومة لا يلبي مطالب المجتمع الدولي وشروطه، وبالتالي سيتم تشكيل سياستنا (الأميركية) وفقا لذلك». وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وجود «إجماع عربي» متمسك بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.

وقال عمرو موسى، إن مباحثات الليلة قبل الماضية مع «وولش» تناولت تطورات قضايا المنطقة خاصة الأزمة السياسية في لبنان والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع في العراق. وأجمع موسى ووولش، في تصريحات صحافية منفصلة بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، على أن اللقاء لم يتضمن تقديم أية مطالب أميركية للقمة العربية، بشأن تعديل مبادرة السلام العربية أو الوضع في العراق.

وقال موسى، إن النقاش دار حول «ما يفكر فيه الجانب الأميركي لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط»، كما «تطرق إلى الوضع في العراق»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل، لكنه أعرب عن أمله في أن يقتنع الجانب الأميركي بضرورة اتخاذ خطوات واضحة لتحريك عملية السلام. وشدد موسى على أن «موضوع القمة العربية، في ذاتها، لم يكن محور الحديث خلال اللقاء»، وأن الأميركيين «لم يطالبوا بتعديل مبادرة السلام. وحسب ما لدي من معلومات، لم يطلبوا ذلك من أي دولة عربية».

من جانبه قال وولش إنه أطلع موسى على وجهة نظر الولايات المتحدة في عدد من القضايا، منها قضية العراق والأزمة السياسية المستمرة في لبنان والمشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

وعما إذا كان قدم طلبات محددة للقمة العربية عن مبادرتها التي أعلنتها في بيروت عام 2002 للسلام أو الوضع بالعراق، قال وولش: «ليس من شأن الولايات المتحدة الأميركية أن يكون لها طلبات من المنظمات الإقليمية، ولكن واشنطن تعمل على إجراء اتصالات ومباحثات حول قضايا المنطقة»، مشيراً إلى أن «نتائج أو مقررات الاجتماعات العربية أمر بين العرب أنفسهم. و(أميركا) يمكن أن يكون لها بالطبع وجهة نظر تجاه هذه النتائج، وقد تكون وجهات نظر جيدة، أو مختلفة، وهذا سيتوقف على ما سيحدث في (قمة) الرياض».

وأشار إلى أن بلاده «تستمع لوجهات نظر الدول الأعضاء في الجامعة العربية»، قائلاً إن لقاءه مع عمرو موسى يهدف إلى معرفة وجهات نظر الجامعة العربية ذاتها من خلال الاستماع إلى آراء أمينها العام بشأن القضايا المثارة في المنطقة. وفي لقاء آخر لوولش مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مساء أول من أمس، بحث الطرفان ترتيبات الاجتماع المقرر عقده بعد غد بمدينة أسوان المصرية بين الرباعي العربي ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وقال وولش إن «اجتماع أسوان» من المهم أن «يوفر الأرضية الملائمة لاستئناف التحرك في عملية السلام، عن طريق تشجيع المفاوضات المباشرة» بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني محمود عباس حول «الهدف النهائي من خريطة الطريق، أو ما يعرف بنهاية الطريق». وحول موقف بلاده السلبي من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية قال وولش، إن خطاب هذه الحكومة (الفلسطينية) لا يلبي مطالب المجتمع الدولي وشروطه الواضحة، التي قبلت بها العديد من الأطراف، بما فيها دول المنطقة». وأضاف: كنا نريد حكومة من الجانب الفلسطيني توافق على هذه المبادئ، لكن الحكومة الحالية لا تفعل ذلك، وبالتالي سيتم تشكيل سياستنا وفقا لذلك».

ومن جانبه أكد أبو الغيط أن هناك اجماعاً عربياً على التمسك بالمبادرة العربية للسلام، وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، من دون التنازل عن أي من الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وعلى صعيد متصل، طلبت الجامعة العربية من فيليب كوست، سفير فرنسا لدى مصر، ضرورة قيام باريس والدول الأوروبية برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وقال السفير هشام يوسف، رئيس مكتب الأمين العام، عقب استقبال موسى لسفير فرنسا أمس، إن المباحثات بينهما تركزت حول التحضيرات الخاصة بالقمة العربية والتشاور حول التطورات بالمنطقة، خاصة فلسطين ولبنان. وأشار يوسف إلى أن فرنسا اعتبرت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية «خطوة إيجابية» بينما أكد السفير الفرنسي عقب اللقاء أن المناقشات مع الأمين العام، تناولت «التحضيرات الخاصة بالقمة العربية» ومقترحات لتطوير العلاقات بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.