مصر: زعيم «الغد» المعارض يحسم الخلاف على رئاسة حزبه من داخل سجنه

برسالة من أيمن نور لأحد المتنازعين طالبه فيها بالتنازل لمنافسه

TT

من داخل سجنه، حسم الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد المصري المعارض، النزاع على رئاسة حزبه، بين إيهاب الخولي الفائز بـ 218 صوتا في الانتخابات التي أجراها الحزب على منصب الرئيس في الثاني من الشهر الجاري، مقابل 202 صوت لمنافسه وائل نوارة، حيث أرسل نور رسالة الى نوارة طالبه فيها بالتنازل عن خوض انتخابات الإعادة التي قرر مجلس حكماء الحزب إجراءها بين المتنازعين الاثنين استنادا إلى أن اللائحة الداخلية تشترط حصول الفائز على نسبة 50 % من الأصوات زائدا واحد. وقدم وائل نوارة بالفعل تنازلا رسميا منه عن خوض انتخابات الإعادة إلى مجلس الحكماء «أعلى سلطة في الحزب»، وتضمن التنازل اعترافه بـ«الخولي رئيسا للحزب». وقال نور، الذي يقضي عقوبة السجن حاليا لمدة 5 سنوات تنفيذا لحكم قضائي في قضية تزوير توكيلات مؤسسي حزبه، في رسالته إلى نوارة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها «أتمنى أن يأتي قرارك بالبدء في البناء على الفور من دون انتظار خوض انتخابات إعادة قد تتسبب في شق صف الحزب ولو مؤقتا أو تعطيل مسيرة البناء التي تعهدتم بها». وأضاف «أخي الحبيب قد يكون معك الحق وقد يرى مجلس الحكماء أن التفسير القانوني الصحيح للائحة يستدعي مثل هذه الإعادة، ولكن الأهم في هذه المرحلة هو أن تعملا معا أنت وأخوك إيهاب لبناء هذا الحزب كما تعهدت في برنامجك».

ومن جانبه قال عبد المنعم التونسي رئيس مجلس الحكماء بالحزب لـ«الشرق الأوسط» ان قرار نوارة بالتنازل عن خوض جولة الإعادة يعني شرعية فوز الخولي برئاسة الحزب، لأن قرار مجلس الحكماء قضى بإعادة الانتخابات بينهما باعتبار أنهما حصلا على أعلى الأصوات فتنازل أحدهما لصالح الآخر، وبذلك ينتهي موضوع النزاع.

وقد اعترف وائل نوارة بتعرضه لضغوط عديدة دفعته إلى التنازل عن خوض جولة الإعادة وقال لـ«الشرق الأوسط» ان «الضغوط كانت من جانبين الأول من أنصاره الذين رأوا ضرورة التمسك بحق خوض انتخابات الإعادة حتى يمكنني تنفيذ البرنامج الذي طرحته لإعادة بناء الحزب، والجانب الآخر رأى أن الإعادة قد تتسبب في المزيد من الخلافات الداخلية بما يهدد استقرار الحزب ووحدته، غير أن رسالة الدكتور أيمن نور كان لها تأثير كبير في قراري بالتنازل عن خوض الإعادة فهو ما زال يدفع حريته، ثمنا لمواقفه وإصراره على بناء حزب قوي قادر على المنافسة ولا يمكنني أن أخذله وأعرض وحدة الحزب لأي خطر». وأشار نوارة إلى أنه سيكتفي بأن قرار مجلس الحكماء جاء لصالحه تحقيقا لمبدأ الديمقراطية والشفافية، وسيبدأ العمل مع الخولي لإعادة بناء الحزب.