الرباط: الانتحاري سعى لتشكيل خلية تضم مستفيدين من العفو

استهدفت بواخر أجنبية ومواقع أمنية واقتصادية وسياحية في الدار البيضاء

TT

بلغ عدد المتورطين في تفجير مقهى الانترنت بالدار البيضاء يوم 11 مارس (اذار) الحالي، 30 شخصا، يوجد 24 منهم رهن الاعتقال، في حين ما زال البحث جاريا عن ستة اشخاص.

وتم الاعلان عن عدد المتورطين في لقاء صحافي، لم تدع إليه «الشرق الاوسط»، عقده وزير الداخلية، شكيب بن موسى، وفؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية، الليلة قبل الماضية في الرباط .

وكانت الاجهزة الامنية قد اعتقلت عقب التفجير الاخير 223 مشتبها فيهم، وتم اخلاء سبيل عدد كبير منهم، بعد ان تم اخضاعهم لتحريات وتحقيق. وكشف المسؤولان الحكوميان، خلال اللقاء الصحافي ان اعمار 16 معتقلا، من اصل الـ24 تتراوح ما بين 18 و27 سنة، وان المعتقلين الذين لديهم سوابق عدلية يبلغ عددهم 11 معتقلا، وان 60 في المائة من المتورطين في التفجير ينتمون لدوار السكويلة الهامشي في الدار البيضاء. وكشف المسؤولان ايضا، ان الانتحاري عبد الفتاح الرايدي، سعى الى تشكيل خلية تتألف نواتها الاساسية من اشخاص سبق لهم ان استفادوا من عفو ملكي، بعد ان ادينوا باحكام سجنية، واوضحا ان الخلية كانت تستهدف ضرب البواخر الاجنبية الراسية في ميناء الدار البيضاء، ومواقع أمنية واقتصادية بالمدينة ذاتها، اضافة الى القيام بعمليات في مراكش، طنجة والصويرة، لضرب مواقع سياحية. وذكر بن موسى وعالي الهمة للصحافيين، ان الانتحاري الرايدي ارتدى حزامه الناسف اربعة ايام قبل تنفيذه عملية مقهى الانترنت. وعزت الاجهزة الامنية مثل هذا السلوك الى كونه سلوكا احترازيا، بحيث يستطيع الانتحاري تفجير نفسه اذا ما تم القبض عليه قبيل تنفيذ العملية الإرهابية. وأبانت تحريات الأمن المغربي عن العثور على مادة سامة ضمن المحجوزات، وهو ما اعتبرته معطى جديدا في مثل هذه العمليات. كما تم التأكد من علاقة الانتحاري الرايدي بجماعة انصار المهدي، وتنظيم الصراط المستقيم، والجماعة الاسلامية للتوحيد والجهاد بالمغرب، بالاضافة الى انتحاريي 16 مايو (ايار) 2003، ذلك انه نسج علاقات مع هؤلاء خلال فترة ادائه العقوبة السجنية.

ونفى الوزيران المغربيان ان تكون الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة وراء تفجير مقهى الانترنت في الدار البيضاء، وهي الجماعة التي يعتبر سعد الحسيني، المعتقل اخيرا، الرئيس المفترض لجناحها العسكري، ومهندس تفجيرات 16 مايو، بيد انهما اوضحا ان الحسيني قام باستقطاب مغاربة للقتال في العراق، احدهم اعتقل اخيرا من لدن القوات الاميركية، وله علاقة بتنظيم القاعدة، وان اعتقاله لم يكن صدفة. وفي سياق ذلك، ذكرت مصادر امنية انه تم الاثنين اعتقال أحد المبحوث عنهم على خلفية تفجير الدار البيضاء الاخير. ويتعلق الأمر بالمسمى عبد الرحيم بوضريف، المتحدر من حي سيدي مومن بالدار البيضاء، الذي اعتقل في بلدة القليعة التابعة لعمالة إنزكان أيت ملول (ولاية اكادير). وحسب المعطيات الأولية فإن المعتقل، الذي قدم من الدار البيضاء وكان يقطن عند أخته، التي تسكن بالمنطقة، ضبط وبحوزته سلاح أبيض.