ألمانيا: لقاح الطفولة يقي من حساسية الكبر

استخدم في إنتاجه أجزاء من بكتيريا تعيش في إفرازات الإنسان

TT

تتحدث وزارة الصحة الألمانية عن تضاعف أعداد الألمان المعانين من مختلف أنواع الحساسيات خلال العقود الثلاثة الماضية. وتمتد الحساسيات المختلفة هذه بين حمى الدريس، والحساسية من شعر الحيوانات المنزلية، والحساسية من لقاح زهور الربيع. وأعلن الأطباء الألمان من مستشفى«شاريتيه برلين» عن إنتاج لقاح عام للأطفال الرضع يقيهم في المستقبل من معظم هذه الحساسيات.

وعبر البروفيسور ايكارد هاملمان، رئيس مشروع «اللقاح المضاد للحساسية»، عن ثقته بمستقبل خال من الحساسية في العالم رغم التلوث البيئي الذي يهدد يوميا بنشوء أنواع جديدة من الحساسيات. وعمل هاملمان وفريق عمله على تلقيح 600 طفل في شاريتيه برلين باللقاح المضاد للحساسية. وهو لقاح كريستالي عديم اللون ويمكن أن يعطي للرضيع عن طريق الفم. وسيمنح الأطباء الجرعات للأطفال (من عمر شهر) يوميا حتى نهاية 2008 بغية اختبار فاعليته والتأكد من خلّوه من الأعراض الجانبية والمضاعفات. ويفترض أن يزود اللقاح الأطفال في المستقبل بالمناعة ضد رعاف الأنف، والحساسية من شعر القطط والكلاب، ومن الحساسية ضد الجوز ولقاح النباتات وغيرها.

ويحتوي اللقاح، الذي تم تطويره بالتعاون مع جامعة ميونيخ، على بقايا نوعين من البكتيريا حسب تصريح هاملمان. وقال الباحث ان اللقاح الرائق يحتوي كافة أنواع القذارات الممكنة، لان بقايا البكتيريا المستخدمة في إنتاجه هي من أنواع البكتيريا التي تعيش في الغائط. وتكمن قوة المادة لى تزويد الأطفال بالمناعة إلى السم الداخلي (الاندوتوكسين) الذي تفرزه بكتيريا العصيات من نوع باسيليوس. وسبق للعلماء أن توصلوا إلى أن الباسيليوس هي سبب مناعة بعض الأطفال على الحساسيات رغم تحدرهم من عوائل معرضة وراثيا للإصابة بالحساسية. وأجرى فريق من علماء جامعة ميونخ دراسة مقارنة حول انتشار الحساسية بين الأطفال فوجدوا أن أطفال الريف أكثر مناعة بسبب تماسهم مع الباسيليوس. وتوصل الباحثون إلى أن مناعة أطفال الريف متأتية من البكتيريا الموجودة في فضلات الماشية والدواجن.

وأجرى العلماء تجاربهم الأولية على صغار الفئران المختبرية وتوصلوا، من خلال زرقها ببقايا البكتيريا الباسيليوس في منحها مناعة دائمة ضد الحساسية. ويفترض نجاح اللقاء، بالطبع، أن يحاول الإنسان تجنب المواد المهيجة للحساسية، مثل شعر الكلاب أو حبوب اللقاح، قدر الإمكان. وسبق لمعهد روبرت كوخ الألماني أن أجرى دراسة على أطفال مدينة ميونخ فوجد أن 17 في المائة منهم معرضون للإصابة بالحساسية. وأثبتت دراسة بريطانية مماثلة على تلاميذ المدارس أن حالات الربو زادت بينهم 100 في المائة بين 1973 ـ 1988، كما زادت حالات الأكزيما بنسبة 150 في المائة. ويعاني النمساويون أكثر من غيرهم لأن تحليل ملفات أطفال المدارس لفترة طويلة بين 1926 ـ 1995 كشف عن تضاعف الإصابات بحمى الدريس17 مرة.