السفير السعودي يسعى إلى «احتواء» الوضع في لبنان وجنبلاط يهاجم بري «المكلف تبييض صفحة سورية»

كتلة الحريري تستغرب مواقف رئيس البرلمان الأخيرة

TT

بدت صورة المشهد السياسي في لبنان امس شديدة الحذر بانتظار تطورات جديدة قد تؤدي الى حل في الساعات الاخيرة التي تسبق انعقاد القمة العربية الاسبوع المقبل. وهو ما بدا واضحاً من حركة السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة واتصالاته المكثفة بالمسؤولين اللبنانيين والقيادات المعنية بالحوار.

وساد الحذر الشديد علاقة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في أعقاب المؤتمر الصحافي للرئيس بري اول من امس فقد استغرب نواب من كتلة الحريري ـ اتصلت بهم «الشرق الاوسط» ـ عقده المؤتمر وكلامه عن الحوار مع الحريري الذي تبين من خلاله انه لم يتم التوصل الى اتفاق على قضية تشكيل الحكومة وان قانون الانتخاب متروك للحكومة وان قضية المحكمة الدولية تتزامن مع الحكومة. وهي الثوابت الدائمة لدى الحريري وقوى «14 آذار».

وقد تابع النائب وليد جنبلاط حملته على الرئيس بري متهماً اياه بـ«خطف المجلس» وبأنه من ضمن «فريق سياسي مكلف تبييض صفحة سورية عند مشارف القمة العربية». وطالب بكشف مضمون الورقة التي رفعتها المعارضة حول مطالبها الى السعودية لأنها «واضحة جداً حول نوايا الفريق الآخر».

وشهد يوم امس نشاطاً غير عادي للسفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة الذي تنقل بين القيادات اللبنانية شخصياً وعبر الهاتف محاولاً «احتواء الموقف». وهو كرر تأكيده لـ«الشرق الأوسط» على استعداد المملكة العربية السعودية للعب اي دور يسهم في مساعدة اللبنانيين على التوصل الى حل ينقذ لبنان.

وزار خوجة امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري والنائب بطرس حرب. كما تشاور هاتفياً مع الرئيس نبيه بري. وسئل بعد لقائه السنيورة عن البيان الذي اصدره اول من امس واشاد فيه بمواقف بري، فقيل له: «كأنك تعطي الحق لكل ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري»، فرد السفير السعودي قائلاً: «أولاً انا سفير لدى لبنان ولا اتدخل في الأمور الداخلية لأي بلد ولا في الشؤون الداخلية اللبنانية، وانا احترم دولة الرئيس نبيه بري، واحترم دولة الرئيس فؤاد السنيورة واعتقد ان لكل واحد منهما دوره الكبير الذي يقوم به في هذا البلد. فالرئيس السنيورة هو رئيس وزراء لبنان ونحن نتعامل معه في المملكة العربية السعودية على هذا الأساس، اما بالنسبة الى دولة الرئيس نبيه بري فنحن أيضا نحترمه وهو رئيس مجلس النواب ونتعامل معه أيضا على هذا الأساس».

وأضاف: «اما بالنسبة الى ما قاله الرئيس بري فنحن نعتبر ان هناك نقاطا تخص لقاءات كنت انا مشاركا فيها، وما قاله عن هذه اللقاءات وما يخصني كان دقيقا جدا. أما في ما يتعلق بالأمور الداخلية اللبنانية ـ اللبنانية فهذا ليس من حقي ان ابدي فيه رأياً، وبالنسبة الى ما قاله الرئيس بري من ان الحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمة ولإنقاذ الوضع فكان موقفي كموقف أي واحد هنا، ايجابيا جدا من هذا الموضوع».

وأعرب خوجة عن اعتقاده ان «هذه فرصة كبيرة جدا كانت أمام الإخوان في لبنان» وقال: «أتمنى ان تكون لا تزال موجودة قبل القمة العربية للتوصل الى حلول، علما ان الحلول جاهزة إذا أرادوها او أرادوا إنجازها. ... وهناك فرصة تاريخية كبيرة من دون ضغط من طرفنا ومن دون أي تدخل في أي صيغة من الصيغ». وأضاف: «أنا لست ضمن المؤسسات الداخلية اللبنانية، وأتكلم كسفير دولة صديقة وشقيقة يهمها لبنان ومصلحته، ويهمها ان تكون هناك وحدة حقيقية في لبنان، ويعود التفاهم كاملا مع جميع الأفرقاء والأطراف اللبنانيين، ونتمنى ان يتم فعلا اللقاء بشكل عاجل بين دولة الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري وان يتوصلا الى حل جذري مناسب مفيد لهذا البلد قبل انعقاد القمة».

وقال جنبلاط في حديث لمحطة «بي. بي. سي»: «كان الاجدى بالرئيس بري ان يفتتح رسمياً دورة مجلس النواب لأنه ملزم وفقاً للدستور بأن يفتتح الدورة، لكنه منذ ان قرر ـ بعدما اتته التعليمات الايرانية والسورية ـ ان هذه الحكومة غير شرعية ومنذ اللحظة التي انسحب وزراؤه ومعهم وزراء حزب الله اعتراضاً على معاهدة المحكمة ذات الطابع الدولي، منذ تلك اللحظة الرئيس بري ليس رئيساً لمجلس النواب انه فريق سياسي خطف مجلس النواب».

وأضاف: «انه فريق سياسي مكلف من السوري كي يبيض صفحة السوري عند مشارف القمة. وسيذهب في ضوء مبادرة غامضة على اتفاق غامض في لبنان كي يقول السوري للعرب ان ليست هناك مشكلة في لبنان ولست انا المسؤول، اللبنانيون اتفقوا على شيء غامض جداً لا علاقة له بالأساس وهو المحكمة الدولية».

وتابع جنبلاط: «سأترك لغيري الذي قام ويقوم بالحوار (النائب الحريري) ونحن نؤيده بالحوار ولكن الحوار له اسس. ايضاً هناك ورقة في مكان ما كتبت وأعطيت للمسؤولين السعوديين فليتفضل غيري ويكتشف أبعاد هذه الورقة وهي واضحة جداً حول نوايا الفريق الآخر الذي منهم السيد نبيه بري».

وطلب من «الغير ان يوضح لماذا قبل 10 ايام كانت هناك ورقة جداً واضحة تضع اسساً للدخول الى حل واعتراف بالحكومة الشرعية، حكومة الرئيس السنيورة».