لحود والسنيورة وإشكالية تأليف الوفد الرسمي

التمثيل اللبناني في القمة العربية يتحول إلى قضية

TT

يبدو ان التوصل الى مخرج لترتيب البيت الداخلي اللبناني قبل موعد القمة العربية في الرياض لم يكتب له النجاح بعد. وفي ظل الدعوتين اللتين وجهتهما المملكة العربية السعودية الى كل من رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة تتبدى صعوبة تشكيل وفد لبناني موحد، رغم الجهود السعودية الكبيرة لايجاد مخرج لهذا الوضع.

وتفيد مصادر رئاسة الجمهورية ان لدى لحود خيارات عدة بشأن تشكيل الوفد الرسمي الذي يفترض ان يرافقه الى القمة العربية في الرياض الاسبوع المقبل و«اذا كانت النيات صافية لن تعدم الوسيلة». وأوضحت ان لحود «يتريث في تشكيل الوفد مفسحا في المجال امام المساعي والاتصالات التي ستحصل، وان تشكيل الوفد ممكن حتى الساعة الاخيرة، ولا داعي للتذرع بموضوع المهل، اذ يمكن تسوية الامر لاحقا عبر مجلس الوزراء في حال تمت معالجة الازمة السياسية الراهنة في البلاد».

وحول المعلومات عن توجيه دعوة سعودية الى الرئيس السنيورة للمشاركة في القمة، اشارت المصادر نفسها الى «ان الجانب السعودي سأل لحود عن هذا الامر، وكان جوابه: ان ذلك يعود اليكم وحدكم وانكم قادرون على تقدير نتائجه ومفاعيله، وبالتالي اذا كانت الدعوة قد وجهت اليه فالسعوديون يحددون الصفة التي سيذهب بها». وأكدت ان «لا مشكلة شخصية بين لحود والسنيورة، انما المشكلة دستورية مرتبطة بوضع الحكومة بعد استقالة وزراء طائفة كبرى منها».

وعكست المصادر ارتياح لحود الى ما ورد في المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وقالت ان لحود كان في صورة المعلومات التي اوردها بري من خلال الاتصالات القائمة بينهما، فقد كان رئيس المجلس يطلعه على تطور الحوار بينه وبين رئيس الاكثرية النائب سعد الحريري. مصادر الرئيس السنيورة اوردت انه لا يزال متريثا بشأن صيغة مشاركته في المؤتمر، وقال وزير الثقافة وزير الخارجية بالوكالة طارق متري لـ«الشرق الأوسط»: «يجري الرئيس السنيورة مشاورات مع المسؤولين السعوديين وفي الجامعة العربية في هذا الشأن، وفي ضوئها يتخذ قراراته، ولديه الدعوة، لكنه حتى الآن لم يحسم أمره، لديه الدعوة ولديه تفويض مجلس الوزراء وقد اصدر القرارات المتعلقة بالاجتماعات التحضيرية».

وعن اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل المؤتمر، أفاد متري: «اذا اراد وزير الخارجية (المستقيل) فوزي صلوخ ان يشارك في هذا الاجتماع ما عليه الا ان يطلب ذلك من مجلس الوزراء وسيلبي طلبه بالتأكيد. واذا لم يطلب سيتم تفويضي بصفتي وزير خارجية بالوكالة. وعندما يحضر صلوخ المؤتمر الى جانب لحود سيكون ذلك بصفته مستشارا من ضمن مرافقي لحود وليس بصفته وزيرا للخارجية».

الا ان الوزير صلوخ قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرئيس لحود متمسك بتسمية الوفد الى مؤتمر القمة، لكنه متريث بانتظار نتيجة الحوار بين بري والحريري، وفي حال كانت النتائج طيبة سيكون هناك وفد موحد الى القمة». واعتبر ان اصرار لحود على تشكيل الوفد هو نتيجة عدم اعترافه بدستورية الحكومة، رغم ان الدستور ينص على تولي مجلس الوزراء مجتمعا هذه المهمة، وقال: «في الاحوال الطبيعية وعندما تعقد قمة رؤساء وتوجه الدعوة الى رئيس الجمهورية يجتمع المجلس ويترأس الرئيس الجلسة ويبلغ رئيس الحكومة والوزراء انه مدعو الى القمة، فيتم التداول في تأليف الوفد الرسمي ويتخذ القرار باختيار اعضاء الوفد. اليوم وفي ظل الوضع القائم وعدم اعتراف لحود بدستورية المجلس لا يبقى امامنا الا انتظار نتائج حوار بري الحريري، ما يوفر علينا اشكالات نحن بغنى عنها اذا تم التوافق، ونتمنى ان يتوصل المتحاوران الى مخرج للازمة ليصار الى تأليف وفد موحد».

وعن امكانية مرافقته لحود الى القمة في حال لم يتوصل الحوار الى مخرج للازمة، ما يعني وجود وفدين لبنانيين، قال صلوخ: «اذا طلب الي الرئيس لحود ما يصب في مصلحة لبنان، فلن أقصر. القانون يمنحه الحق باصطحاب مستشارين ووزراء آخرين في الوفد اللبناني الى المؤتمر».