أزمة «تحويل الأموال» تهدد محادثات الأزمة النووية الكورية

بيونغ يانغ تشترط الحصول على أموالها المجمدة قبل العودة للمفاوضات

TT

لليوم الثاني على التوالي، قاطعت كوريا الشمالية أمس المحادثات السداسية المتعلقة ببرنامجها النووي والمنعقدة في بكين، مشترطة إعادة أموالها المجمدة في مكاو قبل عودتها للمحادثات. وقررت كوريا الشمالية تعليق مشاركتها في المفاوضات اول من امس، غداة اعلان اتفاق مع الولايات المتحدة يقضي بإعادة حوالي 25 مليون دولار من الاموال الكورية الشمالية المجمدة في مصرف «بانكو دلتا آسيا».

ورغم أن كبير المفاوضين الأميركيين، كريستوفر هيل، أكد ان عملية تحويل الأموال جارية و«لم تكتمل»، فإن خبراء اعتبروا أن بيونغ يانغ تريد تقديم اشارة رمزية لموقفها مفادها أنها تريد الحصول على تنازلات أكبر.

وقال كبير المفاوضين اليابانيين، كينيشيرو ساساي، للصحافيين صباح امس: «آمل ان تحل مشكلة «بانكو دلتا آسيا» لنتمكن من استئناف الاجتماع للبحث في ازالة الاسلحة النووية». ومن جانبه قال المفاوض الكوري الجنوبي، شونغ يونغ وو: «ان من الصعب تأكيد عقد جولة جديدة» من المفاوضات، لكنه نسب هذا التأخير الى «مشكلة تقنية» بدون ان يضيف أي تفاصيل. وأضاف ان «الأمر مرتبط بكوريا الشمالية. إذا واصلت رفضها العودة الى المفاوضات قبل تحويل الأموال، فلن نجري أكثر من مشاورات ثنائية».

وبدا المفاوض الأميركي هيل مستاء من هذه «النزوة» الكورية الشمالية الجديدة، وقال ان «مسألة الأسلحة النووية جدية جداً وليس من مصلحة كوريا الشمالية تأخير كل شيء بسبب قضايا مصرفية». وتابع هيل قائلاً: «كلنا لدينا مشاغل. وانتظار كتابة استمارات ليس من مهامنا». وأكد قائلاً: «لم يكملوا التحويل».

لكن رغم تعليق المحادثات، قالت الصين التي تستضيف المفاوضات السداسية منذ 2003 وتعد حليفة لنظام بيونغ يانغ، إنها ما زالت متفائلة باستئناف المحادثات وأكدت أن بيونغ يانغ ما زالت مستعدة لإغلاق منشأتها النووية الرئيسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جينشاو «لاحظنا ان كوريا الشمالية مستعدة لإغلاق منشأة ينغبيون ووقف تشغيلها وقبول مراقبة واشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وبموجب اتفاق ابرم في العاصمة الصينية في 13 فبراير (شباط) الماضي خلال الجولة السابقة من المفاوضات، تعهدت كوريا الشمالية ان تغلق خلال شهرين موقع ينغبيون الذي ينتج البلوتونيوم، في مرحلة اولى. كما تعهدت بقبول مراقبة مفتشين من الوكالة الدولية للعملية ثم وقف كل منشآتها النووية عن العمل بالكامل في موعد لم يحدد بعد.

واعتبر محللون ان كوريا الشمالية تنظر الى قضية الاموال المجمدة كاختبار رمزي. ونقلت وكالة «رويترز» عن شي ينهونغ، وهو خبير في العلاقات الدولية بجامعة الشعب في بكين، قوله: «انهم يريدون ان يبعثوا بإشارة وهي انه حتى اذا أغلقوا المفاعل كتنازل فإنهم سيحصلون على أكبر قدر من التنازلات. انهم لا يريدون الأموال فحسب وانما أيضا الانتصار النفسي».

وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين في اول ايام هذه الجولة من المفاوضات الإفراج عن ارصدة مالية مجمدة لكوريا الشمالية في مكاو. وقامت سلطات مكاو في خريف 2005 اثر اتهامات اميركية بغسل اموال لحساب كوريا الشمالية، بتجميد أرصدة كورية شمالية مودعة في «بنكو دلتا اجيا».